السلطان والشعب

كان هنالك سلطانا ظالما يحكم شعبه بعيدا عن العدالة والرخاء وعندما قرر ذلك السلطان النزول الى وسط المدينة لم يجد شعبا ووجد وسط المدينة مغلقا ولدى استفساره عن سبب ذلك ابلغوه الحاشية ان الشعب صعد الى الجبل فقرر اللحاق بهم ليرى ماذا يصنعون وعندما وصل الى قمة الجبل شاهد مواطنيه كل واحد منهم يحمل فأسا ويحفر في الارض وعندما استفسر من الشعب عن السبب الذي يدعوهم للجوء الى هذه الطريقة ابلغوه انهم يحفرون بحثا عن العدالة والمساواة علهم يجدون الكرامة والرخاء فتبسم السلطان وطلب من الحاشية ان يحضروا له فأسا واخذ يضرب الارض كما الشعب يفعل فاستغرب المواطنون مما يفعل السلطان فقال احدهم للسلطان : نحن معذورون واصحاب حاجة واخبرناك عما نبحث اما انت ايها السلطان فما الذي يستدعيك لفعل هذا ؟؟؟ فقال لهم : اريد ان ابحث عن شعب يستحق العدالة ويستحق الرخاء !! .
ان هذا السلطان وشعبه يقفان ويتقابلان كل منهما على حافة النهر ولا يحاول اي منهما السير باتجاه الاخر وهذا الحال حتما سيبقي سوء الاحوال وضنك العيش ملازما للشعب وحتى للسلطان واذا ما توفرت الرغبة لدى كل من السلطان والشعب في معالجة ما هم عليه وتجاوز المحنة التي يعيشونها فانه يتوجب على كلا الطرفين ان يمتطي قاربا ويجدف نحو الاخر علهما يلتقيان في وسط الطريق وبهذه الطريقة ينهيان الجدل ويعودان لممارسة الحياة الكريمة والحكم الكريم ويحافظان على الود والسكينة بينهما ويتجاوزان جميع الحقول والمعاضل بأمن وسلام اما اذا استمر كل منهما راكبا رأسه فان النهاية لا يعلم بها الا رب العالمين فلا تستطيع لا الحاشية ولا الاجهزة الامنية من التنبؤ باللحظة التي سيبحث الشعب فيها عن اسلوب جديد غير الفأس والحفر ويلجأ الى طرق اخرى متقدمة لا تحمد عقباها !!, سائلا العلي القدير ان يحمي الاردن ويحمي شعبه ويبعد عنا مستقبل ذلك السلطان وذلك الشعب ويلهم جلالة الملك والشعب الاردني السير باتجاه بعضهما البعض من غير الفاسدين لما فيه خير الاردن وخير الشعب والاجيال انه نعم المولى ونعم النصير.
العميد المتقاعد
بسام روبين