من الذي أخّر قيام ربيع إسرائيلي (النتائج الوردية) أثناء الربيع العربي ؟

من الذي أخّر قيام ربيع إسرائيلي (النتائج الوردية) أثناء الربيع العربي ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدكتور : رشيد عباس
يقول الساسة , وقولهم يحتاج إلى بعض علامات الترقيم : أن جميع الدول العربية دون استثناء شهدت وما زالت تشهد حركات احتجاجية سميت بـ (الربيع العربي) سواء كانت متواصلة أو متقطعة , وان قوة هذه الحركات الاحتجاجية تباينت وأختلف من دولة إلى أخرى , تقوى هنا وتضعف هناك , ويتابع الساسة قولهم , انه قد سبق هذه الحركات الاحتجاجية , حركات احتجاجية حدثت في إيران بعد انتخابات 2009 الرئاسية , نعم إيران كانت لديها ثورتها الخاصة التي حدثت في 2009 بعد انتخابات الرئاسة , سميت هناك بـ (الثورة الخضراء) ، نسبة إلى الحركة الخضراء عندهم ، والتي شهدت معارك في الشوارع وصدامات دامية على مدار أيام حتى قمعت ، ووضعت قيود على رموز المعارضة وقياداتها هناك ، في إيران استخدمت أساليب ووسائل الفيس بوك والتويتر في التواصل ، وكان قوامها الشباب التواقين إلى الحرية والديمقراطية ، ولجأت السلطات وقتها إلى قطع وسائل الاتصال هذه على الإنترنت وحجب المواقع ، لكن الثورة الخضراء لم تنجح هناك وقمعت بسبب السطوة الدينية والأيديولوجية وتركيبة الحرس الثوري .
وكما يقال : كذب المنجمون ولو صدقوا , نقول أيضا : صدق الساسة ولو كذبوا , حيث شبّه هؤلاء الساسة أن هذه الحركات الاحتجاجية شبهوها بأفعى سامة تتلوى بين إيران والدول العربية وإسرائيل , فقد بدأت بإيران , وتمر حاليا بالدول العربية , وستستقر هذه الحركات الاحتجاجية أخر المطاف في دولة إسرائيل , تحت اسم (النتائج الوردية) .
والسؤال الملتوي هنا هو : من الذي أخر قيام ربيع إسرائيلي (النتائج الوردية) أثناء الربيع العربي ؟
الجواب أولا عند منظمو الحركات الاحتجاجية في الدول العربية , وعند قادة فتح وألوية حماس ثانيا , إن قيام ربيع إسرائيلي(النتائج الوردية) محتوم بتوقف الحركات الاحتجاجية في الدول العربية , وبنهاية الخلافات بين حركتي حماس وفتح , ويتوقع الساسة المعتدلون أن الربيع الإسرائيلي القادم سيفرز ثقافة إسرائيلية جديدة تكون اقل تطرفا من الثقافات السابقة , وأكثر فهما للتعايش مع الجيران , وان سلاح الحوار الايجابي أقوى بكثير من أي سلاح فتاك آخر , نعم الربيع الإسرائيلي القادم سيفرز ثقافة إسرائيلية جديدة معتدلة بشكل خاص , وثقافة عامة لشعوب المنطقة كافة بشكل عام , ثقافة كما دعت إليها رسالة عمان الخالدة عام 2004 , حيث قدمت هذه الرسالة الهاشمية الصادقة للمجتمع الإنساني ثقافة ناصعة الصورة في العدل والاعتدال والتسامح وقبول الآخر ورفض التعصب والانغلاق .
إن العدل والاعتدال والتسامح وقبول الآخر ورفض التعصب والانغلاق , مطلب (الربيع العربي) في العالم العربي بائس الوجه من شدة القهر , ومطلب (الثورة الخضراء) في إيران الشغوف المتلهفة لنتائج الأحداث , ومطلب (النتائج الوردية) في إسرائيل مكسورة النوم من سنوات طوال .