في ليلة العيد .....حسبنا الله ونعم الوكيل


بإمكاني أن أطحن دقيق الأغنيات لكن كيف والنسيم في وطني جائع.............
الوقت عيد والعيد بهجة والبهجة مداها سعادة خاطر غير منكسرة الوجدان .........والعيد صغار يتوسدون أحذية جديدة ليلة العيد ............والبهجة أمهات منشغلات ليلة العيد بتحضير الكعك وإعداد لوازم القهوة التي نسميها مجازا بالقهوة العربية في الوقت الذي فيه يكون الفنجان صيني والدلة او الدولة تايوانية والبن برازيلي .والسعادة عجوز ضريرة يقدم لها ذوي القربى والجيران بعض الحلوى وبعض من مال يجبرون به الخاطر يوم العيد. والوجدان وما أدراك ما الوجدان !!!! الوجدان ضمائر ساسة لسان حالهم "اللهم يا مغيّر الحال غير
حالنا إلى أحسن حال" لا ساسة جل دعواهم "الله لا يغير علينا". والضمير ميزان الله في الخلق فإن ظل أو استكان فأقرأ على الدنيا السلام ...............................

والساسة ثملون بالأضداد هم أمرّ من قيصوم بلادي .المواطن خلق الله والساسة يفنون كلمة الحق ...بالأمس كنا صائمون والصوم وجاء تبدلت مفاهيمه ومقاصده الربانية لدى الساسة ليغدو أسطورة خرساء تدبغ جلد ميت لسيد حي. وكثير من الحمائم تنام على أطراف القصيدة والخصم جلاد توسد قهقهات المساء.

والمواطن لديه من الوجع ما يجعل الموت حلا عادلا له..... روحه ملهى للألم وكله تيه. قلة الحظ ولدت معه وإن كان ليس معنيا بسمعة وطن فتقه السماسرة والدلالين.هذا هو المواطن ومن شب على أنقاض شاب عليها.

والساسة حرموا الناس من التواصل في العيد فالضرائب باتت كضرائب دولة عثمان ...في مثل هذه الليلة في أعوام سلفت لا يستكن هاتفي ففي كل دقيقة رسالة تهنئة أو اتصال أما هذه الليلة فأتفقده كل حين ظنا مني انه مقفل!!! في مثل هذه الليلة الشوارع تعج بالسيارات والمارة ......أما هذه الليلة فالسبات عظيم والأحزان تنخر العظام......ثم تراودنا الحكومة على الخبز ....والفاسد ما زال حسابه شكليا ولصوص الوطن بملح الجراح الطازجة أبادوا مواسم الكرز القادمة.....ويطلب منا أن نصدّق من يتآمرون على الوطن والحاضنة الشعبية.

عيدتي للملك أن : ابحث عن الصالحين فإنهم" إذا غبت عنهم فقدوك، وإذا غفلت نبهوك، وإذا دعوا لأنفسهم أشركوك، هم كالنجوم إذا ضلت سفينتك في بحر الحياة هدوك.ألا يكفيك أنهم في الله أحبوك".

وعيديتي للحكومة: استذكري الشيطان، فثمة ضريبة على الهواء لتزدهر بعدها صنعة البكاء.........!!!!!

وعيديتي لأهلي الأرادنة: شبت وشابت بلادي........!!!! أثرياء نحن بالعناقيد كالكروم وأغنياء بعزة نفس التراب وحريتنا عروسة الفصول. لكم رب هو الكريم احتسبوا أحزان أطفالكم عند من لا يرد المظلوم ...كللوا هذه الأحزان بدعاء أن حسبنا الله ونعم الوكيل.

وأخيرا ....عذركم يا سادتي فقلمي ليس بالنرجسي وما الغيم إلا صديقه وهو من يتحدى حراس الرد وهو رفيق الخير والإنسانية ............. تواتره غريب كراقص مجنون يؤدي دوره. أتحايل عليه بكل السبل ليجلس هادئا ولكنني لا افلح.....أن هبت عليه الرياح يوما فنثرته فاعلموا أنني لن أموت ناقص عمر فهذا اجلي، ويكفي أنه جرؤ ولم يكن في استكانة ولم يلحقه الهوان ...واعلموا أن رماده مقدس ...ثمة كفر لم يدرك بعد في غياهب الصحراء وثمة صلاة لما تبقى من المدائح النائمة.........
لا اقصد سد مسام الورق ببقع الحبر.........لدي الكثير مما اكتبه ولكنني فقط أؤدي مهامي من الحزن المخلص.