أين العيد؟ عيد يشيح بوجهه عنا وملابس أهل الشام أكفان


ياليلة العيد آنستينا .. وجددت الأحزان على الشام فينا
نعيِّد في العيد ويعيِّدون في العيد .. نلبس الجديد ..
ثيابنا البيض رمز البهجة والنظافة والنقاء والفرح والسرور..
ويلبسون الأبيض في العيد في بلاد الشام..
يلبسونه ويلفون فيه لفًّا ..
لا جيوب لثياب العيد في بلاد الشام..
لا خيوط تخيط ثيابهم..
إنهم يلبسون الأكفان البيض ..
يعيدون بها في الحفر.. في القبور.. في المقابر!
عيد بأي حال عدت على الشام يا عيد?! بما مضى? أم لما فيك تجديد?

الله أكبر! يكبّر بها أئمة المساجد عندنا سبعًا..
ويكبر بها الأئمة هناك في بلاد الشام أربعًا..
إن التكبيرات السبع هي هيئة صلاة العيد, والتكبيرات الأربع هي هيئة صلاة الجنائز على أرواح شهداء الإسلام في حماة وحمص واللاذقية ودير الزور وفي كل أنحاء الشام .
كيف يعيِّد أبناء الشام وأي حلويات عيد يتناولونها وأغاني وألحان المجنزرات والقذائف تعزف لحن الموت فوق رؤوسهم؟!
لك الله يا سورية! لك الله يا بلاد الشام! وأبشري، فوالله لن يخزيك الله أبدًا, ولن تذهب دماء شهداؤك هدرًا.

فليعيِّد المسلمون في كل أنحاء الأرض كما شاءوا؛ فعيد الفطر هو فرحة الصائم بصومه وهي فرحة الانتصار على الشهوات الحلال مقابل تعلم الصبر عن الشهوات الحرام..
فليعيِّد المسلمون عيد ربهم، وليفرحوا بما شرع الله لهم من فضله, فهذا مشروع لهم ومن حقهم الفرح بالأعياد.
وليعيِّد شهداؤك يا سورية عند ربهم ..
أحياء في جنات النعيم يرزقون {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169].
وأبشروا أهل بلاد الشام .. صبراً جميل والله المستعان وسنعيِّد في العيد المقبل معكم بإذن الله، وفي أرضكم وليس ذلك على الله بعزيز.