وهم لا يفتنون !!

كثيرة هي مشاكلنا . وكذلك همومنا , فلا تكاد تعيش حاله قصيرة من السعادة الا وتكابد مشقة جديدة , تنسيك لذة ما عشته سابقا , وهكذا
فما بين مشقة وكبد وسعادة وسرور حالان لا ثالث لهما فأما ان يكتفي ذلك الشخص بالرضى والسكوت والحمد والشكر لانه يوقن بأن هذه الدنيا فانية ولأنه يوقن أيضا أن الله قد أخذ على نفسه ليفتن وليبتن بني آدم فيسكن ويرضى لان الله يريد أن يطهره حتى يلقاه لا خطيئة عليه

أما ذاك الشخص الذي اشتدت عصبيته واحمر وجهه وكأنه مخلد في هذه الدنيا ونسي ان الابتلاء سنة الحياة وان الله يقول في كتابه الكريم في سورة العنكبوت ( أحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ

وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ )


والمتأمل في هذه الآية يوقن يقين حق أن الله هو أرحم الراحمين وأنه لا يريد أن يعذبنا أو يجعل علينا مشقه أو حرج بالفتن والمصائب التي نواججها .

فالابتلاء كائن لا مفر منه وسنة الله فلن تجد لها تحويلا ولا تبديلا فنوحا ابتلي بابنه ويونس االقي باليم ورمي في النار واضجع اسماعيل بالذبح وقاسى الضر يعقوب وعانى التعب والمشقه محمد صلى الله عليه وسلم ... فعلى طريق الابتلاء سائر فلترض ولتصبر حتى تنال الأجر والثواب من عند رب رحيم