إن مليونية الخبز آتيه لا ريب فيها



أعلن رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور وهو يأكل على مائدة الرمثا الحرب على الكافة ،وتمتم برفع أسعار الخبز، معلنا بلهجة معسولة ان الحكومة ستصدر قريبا جدا بطاقات ذكية للمواطنين الأردنيين من اجل شراء الخبز, مشيرا إلى ان البطاقة يقدمها المواطن للمخبز ويدفع فقط السعر المدعوم.... صحتين وعافية ،ومطرح ما يسري يمري ، وشكرا الك على هيك خبر ، كفيت ووفيت.
تمتمة الرئيس وتلميحاته بهذه المغامرة الشيطانية، تعني- كما عودنا- الإفصاح عن قرار كامل في طريقة إلى النفاذ ،وهذه حقيقة ثابتة ثبوتا قطعيا في يقين الأردنيين ،وقد فحصوا رأس الرجل ولم يجدوا فيه سوى وظيفة واحدة وهي رفع الأسعار، واستقر في يقينهم ان شخصية الرئيس مؤذية وغريبة التكوين، وقد قسا قلبه ،وصادر قوت الشعب الجائع واعتصره من دمائهم، وله في المنصب غاية واحدة ،وهي رفع حالة البؤس الى أعلى الدرجات ، دون ان يشغل رأسه ذل حاجة الناس ،ولا يقيم وزنا لأحوالهم ، ولا حتى لمصلحة النظام .
قرار رفع الأسعار الأول ،وبلاهة الشعب وخنوعه ،جر الرئيس إلى سلسلة متلاحقة من القرارات في سياق هوسه بلذة التجويع ، لكن سينفر الناس هذه المرة خفافا وثقالا وسيقولون له يا هذا توقف ،لقد تماديت كثيرا ،وأنت تدفعنا للتخلي عن البقية الباقية من الولاء ،والى كراهية النظام عن بكرة أبيه ،وإعلان الردة والثورة والعصيان ،وهذا ما يجب على صاحب الدولة توقعه واستقصاءه من أفواه الخلق ، وسيكون هو ومرجعياته في ورطة لن يدروا لهم منها مخرجا ، فالأغلبية يشكون مرارة الحرمان ،وفي حالة معيشية في غاية السوء لا تسمح لهم بتحمل موجة غلاء جديد ،وتضعهم في وضع استعداد للاشتباك لمنع الرئيس من خطف آخر لقيمات العيش من أفواه أطفالهم.
الوضع الداخلي مطوبز ،ونحن والثورة كهاتين ،وما يفعله الرئيس اليوم سيلقاه غدا ،وكل البطاقات الالكترونية الذكية والغبية كذبة متفجرة كبرى ،وأدخلنا القرار في مرحلة الهدوء الذي يسبق العاصفة ،ونحن عشاق الربيع استولى خوفنا عليه ، ونتوسل إليه ،ونقول له (انتبه يا ربيعنا شوي )،ولا تصدق التقارير المطمئنة ،ولا تلتفت لنصائح المستشارين والحاشية التقليدية المنتفعة، ولا إلى الحرس القديم، وتخلّص من تجاهل وإنكار أزمتك الكبرى ،(وسيبك ) من السّحيجة والمنافقين والمدّاحين ،واشرب من راس النبع وخذ الحقيقة من القاعدة ومن الميدان مباشرة ،ولا تضع مصيرك بيد رئيس ضيق الأفق، أمعن في التصعيد ،وأشعل بك الحريق ،وافتح يا ربيع عينيك جيدا ،وحدق بما في جوف الشارع والميادين من أعاجيب آتية للتمرد وتحطيم القرار !!! وإلا فأن عليك الاستعداد لسوء الختام،ومواجهة مليونية أردنية قاضية لا قبل لك بها ،عندها ستفوت فرصتك بالبقاء ،ولن يمنع وقتها الحذر من القدر.fayez.shbikat@yahoo.com