الوجع السوداني لأهلها الطيِّبينِ


السودان دولة عربيّة في شمال شرق أفريقيا، عاصمتها الخرطوم، تحدها من الشرق إثيوبيا وإريتريا ومن الشمال مصر وليبيا ومن الغرب تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى ومن الجنوب دولة جنوب السودان ويقسم نهر النيل أراضي السودان إلى شطرين شرقي وغربي وينساب رافداه: النيل الأزرق والنيل الأبيض ليلتقيا في الخرطوم.
استوطن الإنسان في السودان منذ 5000 سنة قبل الميلاد وقد تداخل تاريخ السودان القديم مع تاريخ مصر الفرعونية على مدى فترات طويلة، لاسيما في عهد الأسرة الخامسة والعشرين (الفراعنة السود) التي حكمت مصر من السودان ومن أشهر ملوكها طهراقة وبعنخي
وقد استقل السودان عن بريطانيا ومصر في الأول من يناير 1956، واشتعلت فيه الحرب الأهلية منذ قبيل إعلان الاستقلال حتى 2005 عدا فترات سلام متقطعة، نتيجة صراعات عميقة بين الحكومة المركزية في شمال السودان وحركات متمردة في جنوبه وانتهت الحرب الأهلية بالتوقيع اتفاقية السلام الشامل، بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان، وتمتع إقليم جنوب السودان بحكم ذاتي أعقبه استفتاء عام في عام 2011 لتقرير المصير انتهى باستقلال الجنوب تحت اسم دولة جنوب السودان .
تعرّض السودان لعدد من الانقلابات العسكرية في تاريخه الحديث، وفي عام 1989 م، قاد العميد عمر البشير انقلابا عسكريا، أطاح بحكومة مدنية برئاسة الصادق المهدي زعيم حزب الأمة، وأصبح رئيسا لمجلس قيادة ثورة الإنقاذ، ثم رئيسا للجمهورية ولكن محكمة الجنايات الدولية اصدرت امرا لتسليم نفسه لها بسبب اتهامات له بشن حرب إبادة ضد المواطنين في إقليم دارفور .
ومن اهم الممالك النوبيّة مملكة كوكش كما ان من اهم الممالك المسيحيّة مملكة نبتية وقد دخل السودانيون في الاسلام زمن الخليفة ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه .
وهموم السودان كبيرة وهموم اهله اكثر فالربيع العربي امتدّ هناك بسبب الجوع وضيق الحال لدى المواطنين وارتفاع الاسعار وتدهور قيمة العملة وما زال خاصّة ان التطوير ومشاريع التنمية هناك بطيئة جدّا ومن همومه مشكلة النيل هبة الله لهم ولمصر إذ طمعت دول المنبع واخذت تبني السدود عليه مما سيحرم السودان كما مصر نسبة كبيرة من مياهه .
والهمُّ القديم الجديد هو اقليم دارفور ومليشياته ومنظماته المختلفة وبالرغم من الاجتماعات المتكررة التي عقدت في الدوحة وغيرها ما زال الجرح لم يندمل والهمُّ لم ينقضي والمواطنون هناك يعيشون في فقر وعوز .
أمّا الجنوب الذي يتّصف بمسيحيّة مواطنيه في الغالب وبالرغم من اتفاقيّة ابوجا واستقلال الجنوب كدولة جنوب السودان فما زالت الامور عالقة بين السودان وجنوبه خاصّة فيما يتعلّق بالحدود والولايات الحدوديّة ومرور نفط الجنوب عبر السودان وغيرها من قضايا عالقة بين الدولتين تشكّل وجعا اكبر للمواطنين في البلدين لا تخلوا من نزاعات مسلّحة احيانا عبر الحدود .
فالسودانيّون لا يُحسدون على همّهم الوطني وهم يخسرون ارواحا بين الفينة والاخرى إضافة إلا ان بلدهم مُزِّق لقطعتين وما زالت مشكلة الجنوبيّين الذين يعيشون في الشمال والشماليّون الذين يعيشون في الجنوب وبعضهم يلاقي صعوبات في الاستقرار والعيش الكريم .
وهناك همُّ آخر للسودانيّون وهو العداء الاسرائيلي الامريكي لبلدهم واللتان قصفتا مصانع حليب ومباني مختلفة وحتّى اسلحة وذخائر متعاملة مع السودان كشريعة الغاب متعلِّلة بحجج واهية والهدف الحقيقي هو إلحاق الضرر بالسودان واهله .
حمى الله السودان العربي واهله الطيّبون وحفظ اراضيه ومقدّراته وعزّز نموه وتنميته .