ما بين انفتاح أرحيل وانغلاق زكي




تابعت النار التي استعرت لظاها " نزاعة للشوى " بين القياديين في الحركة الإسلامية " الإخوان المسلمون "، زكي بني أرشيد ود.أرحيل الغرايبة في صراعهما على الفيس السبت والأحد الماضيين قريبا ، وهما بالمناسبة من إخواننا وكبارنا ويحظيا باحترامنا على الصعيد الشخصي ، لكننا قد نختلف أو نتفق معهما أو قد نؤيد احدهما وندين الآخر رأيا وودا ، والأمر لا يعدو كونه من أدبيات الاختلاف في الرأي الذي لا يفسد للود قضية ، ومن باب آخر أن الرأي قبل شجاعة الشجعان ، أو من باب الانفتاح الذي يدعو إليه الدكتور الغرايبة صاحب المبادرة الجريئة " زمزم " أو من باب الذكرى " أن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد " ، والذكرى لا تنفع إلا المؤمنين لا المنكرين الجاحدين ، ويحتاج الانتفاع بها إلى إن تدفع إلي كلك و سمعك بكل إحداثياته وان يكون لك قلب – أي قلب صالح – وهيهات ، فالمشكلة في زكي – أعانه الله - انه يضع نفسه مع صنف المعصومين أو ممن لا يأتيهم الباطل من بين أيديهم ولا من خلفهم ، وبذلك يرفع بنفسه منغلقا مستعصيا عن النقد والمحاسبة ، مع أننا سنقف تلك الوقفة العظيمة بين يدي القوي العزيز العليم وسنحاسب بإعمالنا كلها بما قدمنا وآخرنا بما في ذلك الحركة الإسلامية ورموزها ، فمن وجد خيرا في صحيفته فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن زيد ولا عبيد ، وليلومن نفسه وهواها ولا غير ، وأعود إلى الانغلاق الذي تحدث عنه الغرايبة ، فانه الطامّة الكبرى للحركة والمرض الذي تعاني منه الذي يشرحه الدكتور الغرايبة في تغريدا ته أو شاتاته على الفيس في معركته التي حاست مع زكي وهو محق في ذلك وما يبغي إلا الإصلاح وما يريد غيره ، لان منطق الطبيعة والتاريخ تقول أن الأحزاب والحركات غير المرنة وغير الحركية وغير القابلة لتتكيف بنفسها مهددة بفعل الطبيعة للانقراض كالديناصورات التي لم تستجب أجسادها للجوع والعطش وقلة الكلأ كالجمال التي بقيت سفينة الصحراء فانقرضت من الوجود وتحولت إلى أجسادها إلى أتربه وأكلت أجسادها الديدان .
اعتقد أن ردود بني أرشيد على تغريدات وأراء الغرايبة كانت مستفزه لاجمه ، ولان الكلام أصابه أولا وقبل غيره في سويداء قلبه ، وكاد المريب أن يقول خذوني ، فالمراجعة الجريئة وتطوير الخطاب وتغيير آليات العمل ومعالجة الأخطاء واستبعاد عناصر التازيم وإبعادهم عن مواقع الثقة تجعل من زكي بني أرشيد المطلوب الأول إلى دائرة التنفيذ القضائي ، وكلام الدكتور الغرايبة حق ومطلب ملح لأننا باستئصال بعض العناصر نهدئ اللعب ونطبخ على نار هادئة ونعد لإجراء حركة تنظيم ليست لصالح الحركة والأخوان فحسب بل لصالحنا جميعا ، لان الحركة مكون رئيس من مكونات وجودنا تساهم في تطوير حياتنا السياسية وإصلاحنا ، ومن منّا يكره الخير لبلده وأهله ؟!
وارغب أن ارفع صوتي مصارحة واسمي الأشياء بأسمائها ما دام أننا صرنا في خضم ومعمعة إسقاط الأنظمة ووصلنا مرحلة الشعب يريد أس أس وولى عصر الخوف إلى غير رجعة ، كما وإنني لست من أصحاب الأصوات المخنوقة فالمصارحة مطلب ملح إذ أن النقد مدعاة لتعديل السلوك أو إلغائه وما ندم من استشار وما خاب من استخار وليسامحني أخي زكي فهو العنصر الأكبر من عناصر التازيم وكسر العظم فتركيبته وعقليته تدفع الإخوان إلى الهاوية والنار الحامية وتأسيس جيش النصرة وصدق مثلنا الشعبي " من يحسس على بنت عمه لا ينجب الأولاد " ، نحيي جرأة الدكتور أرحيل الغرايبة فهو شخصية وازنة مقنعة مخلصة ومتزنة ؟!