اللاجئة والببغاء

يتعين اولا ان اتقدم بالشكر الى اطقم وزارة الزراعة على الحدود التي سمحت للاجئة السورية الشابة "أمل" بادخال ببغائها الذي اصطحبته معها من بيتها الكائن في مخيم اليرموك بدمشق، ولم ترد التخلي عنه.

اشكرهم، بل واطلب من الوزير حازم الناصر مكافئتهم، كونهم تصرفوا بتفهم وانسانية تليق بنا، وبروح القانون لا بنصه، كون القانون يمنع ادخال الحيوانات الا بعد اجراءات شاقة، ويشترط اصطحاب شهادة صحية.

أمل ذات الثمانية عشر عاماً، لم تقدر، وهي الانسانة التي ارتات ان تنجو بانسانيتها من حمأة الاقتتال اللاانساني الجاري في سوريا، أبت ان تغادر دون ان تصطحب الببغاء الذي كان رفيقها منذ كانت في الثالثة من عمرها، وتمسكت على الحدود بضرورة ادخاله، بل ورفضت تركه لاجراء الفحص البيطري قائلة: يا أنا وهو أو اعود..". وفق جريدة الانباء الكويتية.

هي لفتة انسانية في اتون حرب لا تعرف الانسانية، تزهق فيها روح الانسان ببساطة، وبلا رحمة، فكيف بطائر كل جريرته انه يردد الكلمات.

الان.. يضم مخيم الزعتري أمل وببغائها، عله يسليها ويحكي لها عن ما تركته ورائها لتنجو بنفسها، عن ياسمين الشام الذي يحترق، ونسمات بردى التي باتت مدججة بروائح البارود، ورفيقاتها الصغيرات اللواتي وقعن ضحايا الحرب التي لا ترحم، والعيد الذي سيحل قريبا، على أمل ان يحل العيد بفرحته وبهجته في سوريا.

قصة امل تعلمنا اننا مهما كانت الظروف التي نعيشها، لا ينبغي قط ان نفقد انسانيتنا.

يبقى ان الصورة بعدسة الزميل محمد ابو غوش.