في انتهاك صارخ لكرامة الصائمين بمساجد النمسا...أرز محروق ومعاملة المساجين

أخبار البلد



فيينا النمسا-ناصر الحايك


بعد ثمانى عشرة ساعة صيام في النمسا تمضى كالدهر وجو حار ورطوبة عالية يتآمران ، يتوجه الصائمون الذين يعملون ويكدون طيلة اليوم وخصوصا العزاب أو الذين يعيشون بمفردهم إلى بعض المساجد المنتشرة في فيينا لتناول وجبة الإفطار ، ظنا منهم أنهم سيجدون الصدر الرحب وما ينسيهم قليلا مرارة الغربة وقسوة الوحدة أو بحثا عن أجواء شبه عائلية يفتقدونها على مدار العام أو طمعا في الظفر بنفحات إيمانية تهب من حين لآخر أو لعل الشهر الفضيل يذكرهم بها .

وبحسب رواية بعض من خاضوا التجربة المؤلمة وذهبوا إلى المساجد "المعنية هنا" أو ساقتهم الأقدار إلى هناك، فإنهم فجعوا من تلك المعاملة الفجة التي لاقوها من قبل القائمين على تنظيم الإفطارات الجماعية على أساس ابتغائهم الفوز بالأجر والثواب واحتسابا لوجه الله تعالى !!

ما يعلن ويقال على المنابر ليس له علاقة بواقع ما يحدث من انتهاك وامتهان صارخ لكرامة الصائم ، فلا معاملة الأخ لأخيه المسلم تفوح منها رائحة المودة والمحبة ولا سماحة الإسلام هي السائدة كما يتشدقون ولا الطعام يسد الرمق ، بل الشح هو الغالب والأرز المحترق سيد المائدة وحساء أصابه داء البرد في انتظار صائم يتضور جوعا لن تعتريه غير الصدمة والذهول.

فعوضا عن كلمة طيبة كان يأمل الصائم في سماعها في بيت الله، إذ به يشعر بأنه يساق إلى مقصف المعتقل أو السجن وكأنه يعاقب بدلا من أن يكرم ، يعاقب على ذنب اقترفه يسمى في عرف هؤلاء " الأتقياء" أصحاب الوجوه المتجهمة الغير نضرة "إفطار صائم" يثاب عليه من نال ذلك الشرف أو من أوحى بأنه جدير به.

هم لا يشحذون ولا يتسولون ، بل توخوا فيكم الخير والبر ، كلا فقد أخطئوا عندما ظنوا أنهم وجدوا ضالتهم في رحابكم .

و للإنصاف فان مساجد كثيرة قي النمسا لا ينطبق عليها ما سلف ذكره ومن الإجحاف إدراجها في القائمة السوداء ، قائمة حتما لن ينال المنضمون إليها أوسمة البراءة ونياشين التقوى الزائفة .