الخوف من استمرار تسوس الدولة

الخوف من استمرار تسوس الدولةلم يعد هنالك ما يقلقنا على الحالة الاردنية من مخاطر الربيع العربي وقد بدا واضحا ان الحكومة واجهزتها استطاعت وبمساعدة ما يجري حولنا من امتصاص جميع الضربات الربيعية والتي حدثت خلال العامين السابقين ولا ننكر انه ومن جراء تلك التداعيات حصل لدينا تردي في مواضيع متعددة سواء كانت اقتصادية او اخلاقية او امنية ومع ذلك يعتبر ما وصلنا اليه انجازا حكوميا ايجابيا بفعل طريقة التعامل مع الحراكات والجهود الاستخبارية التي بذلت حيال ذلك ولكن المقلق حقا هو تزايد اعداد السوس وانتقاله بين اجزاء الدولة الاردنية وباشكال جديدة وقد اصبحت تلك الحالة السيئة نموذجا اعتدنا على مشاهدته لدى مختلف مواقع الدولة حتى ان العديد من المواطنين باتوا يقتصرون الطريق على انفسهم عند مراجعتهم لتلك الدوائر باحثين مسبقا عن تلك السبل الرديئة والتي تسهل لهم سير معاملاتهم وفي ظل استمرار هذه الحالة وتفشيها فان ذلك بالتاكيد سيؤثر سلبا على مجريات ونتائج الانتخابات البلدية وستكون فرصة نجاح اولئك الاشخاص الذين يتعدون على القوانين ويقتحمونها مقابل الثمن اقوى بكثير من اولئك الذين يلتزمون بالوقوف على الاشارات الضوئية ومفارق الطرق ويمتثلون لاوامر شرطي المرور فقد اصبحت هذه النوعية الجيدة غير محببة من قبل العديد منا وبتنا نميل الى اولئك النفر الذين يضعون الشحمة تحت المعاملات لتنزلق , وهذا مؤشرواضح على اننا بتنا نعيش في اعماق ازمة اجتماعية اخلاقية , لقد اعتقد اولئك انهم وبانقضاء حاجاتهم لن يكون هنالك ملاحق سلبية لذلك السلوك ونسوا ان النتائج العكسية ستلتهم الاخضر واليابس ولو بعد حين فاستمرار وبقاء التسوس ينخر ذلك الخشب الجميل ويجهز عليه وعليه فان مؤسسات الدولة ووزاراتها والمنظومة الحكومية مجتمعة معرضة للانهيار المفاجئ وبالتالي عدم قدرتها على الاستقواء والتعافي والعودة من جديد للوضع المثالي الذي كانت عليه قبل تفشي ذلك المرض وان هذا الزائر المجهول يوجب على رئيس الحكومة او من سيشكل الحكومة ان يمعن النظر والضمير عند انتقائه للفريق الوزاري بحيث يكونوا قادرين على ارتداء بدلة العمل والنزول الى الميدان للقضاء على هذه الظاهرة وحسن التعامل مع ذلك الزائر المجهول ومعالجتها بشكل يكفل استمرارية وديمومة عمل اجهزة الدولة بطريقة ايجابية بغية خدمة الوطن والمواطن سائلا العلي القدير ان يجنبنا ذلك السوء لما فيه خير الاردن وخير الشعب انه نعم المولى ونعم النصير
العميد المتقاعد
بسام روبين