عندما يبكي الرجال

السؤال الذ ي يطرح هو متى يبكي الرجل؟؟؟ الحزن على فقدان عزيز ...الفرح والشوق ...الخشوع والرحمه ...والخوف والضعف والخشية والقهر... ؟؟؟
أن الحس المرهف هو سمه التوازن في نفس الأنسان . أما القدره على حبس البكاء في مواقف معينه فيعد تطرقا يشير الى خلل المشاعر .. وحبس الدموع والتظاهر بعدم الشعور بالأ لم . وهو نتاج التربية على مدى قرون وفي مختلف الثقافات التاريخية والمعاصره ..التي يورثها الأباء للأبناء مما يؤدي الى خلق نماذج بشرية تفتقد جانبا كبيرا من شفافية الأحساس الأنساني فكان الأهل عند بكاء طفل يقولون له (لا تبكي أنت رجل ) فيصبحون بعد حين قساة القلوب .. فالشخص الذي يدفن الامه في أعماقه ويقاومها كي لا تفيض دموعا وتغسل أحزانه ، تعذبه وتسبب له وللمحيطين به متاعب لا مبرر لها ولا يستطيع أن يشارك الآخرين أفراحهم وأحزانهم . لأن عظمة الأنسانية تكمن في رقة الأحساس والقدره على الشعور بما يصيب الآخرين ومشاركتهم مصابهم . أن تراكم الآلام والأحزان وكبتها ومقاومتها تؤدي الى الأمراض الناتجة عن حبس العواطف وقمع المشاعر والأحاسيس والتظاهر بعكس الحقيقه. ان المرأة تعبر عن مشاعرها بالبكاء والدموع دائما بحكم العاطفة الجياشة لديها لأنها تعبر بصدق عن موقف معين أن كان في الفرح والسرور أو المحبة والود أو الحزن وغير ذلك .. ودائما يقولون أن سلاح المرأه هو دموعها .. أوضحت الدراسات أن سبب بكاء النساء يفوق بكاء الرجال بخمسة أضعاف لأنه مرتبط بشكل أساسي بهرمون البرولاكتين أو ما يسمي ( هرمون الحليب) أي أن سبب بكاء المرأة هرموني يحفز الرغبة في البكاء ولهذا يقال أن البكاء يطيل عمر المرأة .. أما بالنسبة للرجال فأن الرجل أقل بكاءا وصعب عليه أن تنزل دمعته ولا تنزل دموعه الا في أشد الشدائد فالبكاء عند الرجال نوعين ... الأول البكاء الصامت الذي يبكيه داخل قلبه عند فاجعه عظيمة أو مصيبة ولا يظهره لأنه يعتبر نفسه قائد سفينه وربانها فلو تحطم غرقت السفينه . والثانيه بكاء الدموع التي يبقى يناضل في حبسها في أعماقه وتتسابق في الخروج وله الحق في ذلك في موقف معين . عندما يبكي الرجل يعتبر في قمه الرجوله لأحساسة المرهف وأنسانيته وشفافيته وهي بالنهاية شكل من أشكال التعبير عن المشاعر للأنسان . هل سألنا أنفسنا يوما لماذا الطفل يبكي ويصرخ عندما يترك رحم أمه المليء بالحنان والدفءويخرج لهذا العالم الواسع الغريب عليه والملىء بالضوضاء والضجه ؟؟؟؟ . *** وعن أبو بكر رضي الله عنه قيل أنه رجلا بكاءا لا يملك عينيه عن قراءةالقرأن *** فالبكاء أو بالأصح الدموع تنظف العين من الأتربه والغبار وتنقي الفؤاد والأحاسيس والمشاعر من الحزن والغضب والحقد التي تصيب الأنسان وتخفف من ضغط الدم والآم القلب التي قد تؤدي الى الموت في بعض الأحيان .... في النهاية الدموع هي تعبيرا صادقا عما يكون بداخل الأنسان ويريحه كان رجلا أو أمراه وليس قلة الحيلة أو عجز عن تخطي موقف معين . وعندما يبكي الرجل فهو منظر جدير بالأحترام والوقوف له لأنه ليس ضعفا وينقص من قدرته بل يزيدنا أحتراما له ولصدق مشاعره وطيبه قلبه وأحاسيسه وهو نعمه من الله سبحانه وتعالى فالبكاء هو غسيل للقلوب .

إبراهيم المنصور الطاهات