ميكانيكي



ليس سراً إن قُلنا أننا في الاردن نعاني أزمة حقيقية في المجال المهني بشكل عام، لكن مهنة "ميكانيكي" السيارات لها طابع خاص بالعادة، فما إن تذهب إلى "الميكانيكي" وأنت تعاني "وجعاً" أصاب "المحروسة"، وبمجرد دخولك للكراج حتى يبادر "صبي" الكراج بالإشارة إليك حتى تتم عملية الإصطفاف بشكل مدروس، "الصبي" بالعادة هو مراهق أسمر البشرة، يديه "مشحبرة" "بالشحمة" حتى الاكتاف بدون داعي، أجعد شعر الرأس، "بضحك على أي سيرة بتنفتح"، بعد عملية الاصطفاف يطلّ "المعلم" من وراء حجاب بـ "روبه" الأزرق أو السكني حسب الموسم، ويدور الحوار التالي :

المعلم: خير شو مالها "العروس"؟
الزبون: بتقطّع على الطلوع وبتغلّب في التشغيل الصبح...
المعلم: له له سلامتها سلامتها .... (يقوم عندها بفتح غطاء الماتورة وتشييك سيخ الزيت)
المعلم: حميت معك اشي؟
الزبون: لا بس بتنقص مي ....
المعلم (خروجاً عن النص): قلتلك القديم بدّكش إياه وخلّينا نشوفلك الهونداي تبعة "جعفر" جارنا ما رديت .... ماعلينا
الزبون (وهو يقف مثل (الاخوث)): طيب شو حلّها هسا؟
المعلم: "افعط" جيبلي "لبّادة" مثل هاي من عند "السرحان" ....
الزبون: يعني معقول القصة قصة "لبّادة"، أنا حاس انه السيارة بتخلط (أي تخلط الزيت بالماء)
المعلم: يا زلمة انت "موسوس"، روح جيب "لبادة" ....

يتم تغيير "اللبّادة" والأكيد أن المشكلة لن تنتهي .... بعد أيام وبعد الرجوع إلى "الميكانيكي" بنفس المشكلة، وبعد أن "ينبطح الميكانيكي" تحت السيارة ...

المعلم: "اخطف رجلك" جيبلي "زطمة" و "بيضة" و "جوزة" من عند "ابو العينين" وقلّه يستنظف ....
ينطلق الزبون "مفاحجة" طالباً الأصناف الثلاثة السابقة علّها يكون فيها الدواء ...

قطعاً المشكلة لن تنتهي وسيعود بعدها ويحدث "المعلم" أن المشكلة على ما هي عليه ....

المعلم: يا أخي قلتلّك من الاول السيارة بدها "ماتور"، بس انتو شعب بده يوفر ...

في تلك اللحظة ستكون النتيجة مجزرة ماركوية (نسبة الى ماركا) ....

بشكل شخصي أعرف "ميكانيكي" له "كراج" على الدوار الرابع، الرجل رغم أنه تجاوز السبعين من العمر إلا أنّ "حيله حيل شباب"، حينما يقوم بالعمل تلمس الخبرة في "حركاته"، قضى حياته في "الكرجات"، خبرة في تنزيل "الماتور"، "فلتة" برفع "الجير"، باختصار "ايديه بنلفوا بحرير" .... لكن لديه بعض المشاكل التالية إلا أن ذلك لا يمس حرفيته العالية .... فهو :

1- لديه ستة ملايين عامل، يعملون بالسخرة بدون أجر مقابل حمايتهم وعائلاتهم واعطائهم الامن والامان !!!
2- "مغلونجي" .... فهو دائما ما يقوم برفع الاسعار، بحجة أنّه "الكراج مش جايب همه" ....
3- "دمه ثقيل"

رغم كل ما سبق الا أنه "ميكانيكي" من الزمن الجميل .....

أسأل نفسي دائما كيف كانت حياتي قبل "ما نتعرف على بعض"، فمنذ أن عرفته وسيارتي لا تعرف "الخراب" أبداً، فهي مصفوفة وأنا "داير" بالمواصلات.

https://www.facebook.com/mohammad.h.alshareef