نظرة ثاقبة لدول الاقليم الساخن..وأين الاردن منها

كانت وما زالت مصر أم الدنيا ليس بتاريخها فقط وحلاوة السياحة فيها انما تتمثل الحالة السياسية فيها الى انعكاسات ضوئية على كافة المشهد السياسي في الوطن العربي .ويعود ذلك الى عدة اسباب منها بل أهمها ان الاخوان المسلمين في مصر هو رأس هذا التنظيم الدولي وبالتالي ما يعانيه الاخوان الان في مصر جعل الاخوان في بالقي الدول جسد بدون رأس .وهذا بالتأكيد سيخلق رؤيا مشوشة لبعض المواقف السياسية للاخوان وخصوصا الداخلية منها لكل بلد على حدة .وهنا لا بد من الاشادة بموقف الاخوان في الاردن والذين كانوا دائما ميالون الى العقلانية والحكمة في مواقفهم .ولكن يتسائل أحدهم هل اقصاء الاخوان في مصر سيجعل منهم تنظيما سريا مرة اخرى؟؟في الحقيقة لا اعتقد ان الاخوان سيعودون الى الوراء ولكنهم سيحاولون اعادة كسب قاعدتهم الشعبية ولكن ستكون بصعوبة وتحتاج الى وقت ليس بالقليل .ونقول ان الاخوان أخطئوا عندما دفعوا الى منصة الحكم دون المرور بفترة انتفالية كانوا فعلا بحاجة اليها لاعادة هيكلة تنظيمهم للحالة الجديدة وهي العمل في العلن والتي لم يعتادوا عليها وكذلك فك عزلة الانغلاق التي لديهم .وفيما يخص القوى اليسارية فأعتقد ان لديهم فلرصة ذهبية لاستغلال الدوار الذي يعاني منه الاخوان لاثبات ان لديهم قاعدة شعبية وهذا يمكن حصوله في تونس وليبيا والمغرب ولكن في الاردن الامل ضعيف لان الاحزاب التي لدينا يشفق عليها بجد لانها فعلا لا تستطيع ادارة نفسها لذلك سيحافظ الاخوان على قواهم الشعبية في الاردن ولن ينافسهم احد على الاقل في الوقت الراهن .وأثبت الشعب الاردني ان ثقافته الراقية ونبذ ثقافة الدم الموروثة منذ زمن بعيد ان لديه مضاد حيوي من فايروس الربيع العربي لان الشعب الاردني يعيش الربيع العربي منذ زمن بعيد ولكن بجرعات متتالية وغير مؤذية .وهذا ما جعل الاردن تستمر كواحة سلام وامن وامان علينا ان نحافظ عليها وان لا نتوقف عن المطالبة بالاصلاح لانه ديمومة الشعوب الراقية والواعية .اما سوريا فأن الوضع الان رغم السوء الذي يكتنفه فأنه سيكون سياحيا لما سيكون في الاشهر القادمة وبالتأكيد سينعكس سلبا على الوضع الاردني الاقتصادي بشكل واضح وتنظم لتلك الصورة العراق لان الاوضاع فيها تنذر بكوارث على مستوى التحارب المجتمعي والقومي والمذهبي .