...،وَالآنْ؛ (دَوْلَةُ سَمِيْرٍ)؛ وَلَاْ زَاْلُوْا يُجَاْمِلُون؟!

  ...،وَالآنْ؛ (دَوْلَةُ سَمِيْرٍ)؛ وَلَاْ زَاْلُوْا يُجَاْمِلُون؟!  

 

 أُجزم  وأوكّد؛ بأن هُناك أصحاب دولهْ، ووزراء ونوّاب وأعيان ومسئولون في الأردن، ونكنّ لهم جلّ التّقدير و الاحترام لما قدّموه من بذل وجهد وعطاء لهذا الوطن المُبارك بأرضه، الكريم بشعبه، الشّرعيُّ بهاشميِّتة، ولا زالوا في السّلطة يُخلصون ويَبذُلون لأجله؛ يعرفون دولة سمير الرّفاعي رئيس وزرائنا الحالي منذ طفولته، لا بل منهم من (يُوَكِّدْ يَوْمْ أَمُّهْ جَابَتُهْ وْبَشَّرَتْ بِيْهْ)، ومنهم من يعرفه وهو في الصّف الأول الإبتدائي عندما شكّل والده زيد الرّفاعي حكومته الأولى عام 1973، ومنهم من يعرفه في الإبتدائيّة والإعداديّة والثّانويّة أو سنه أولى جامعه عندما شكل والده حكوماته الثانية و الثالثه و الرّابعة على التوالي في الأعوام 1974 و 1976 و 1985، ومؤخراً رئيساً لمجلس الأعيان لغاية 2010.

 

ومن البَداهَةِ أنّ بعضهم و (حسب شدة العلاقة مع الرّفاعي -الوالد -  أو من خلال العمل الخاص و الرّسمي)؛ كان يقول لسمير –الإبن- الطّفل آنذاك من باب (الأوتيكيت) و المجاملة والمداعبة أو التدليل: يا (سوسو)، ومن ثمّ يا (سمير)، ومن ثمّ حسب تدرجه بالمناصب يا (سمير بيك)، و الآن يطلقون عليه يا (دولة سمير)، فلا يدخلون حتّى يدخل، و لا يتكلمون حتى يتكلّم، و لا يجلسون حتى يجلس، بل يقفون صفّاً ينتظرون طلّة وقدوم دولته، ويضحكون لضحكته، فيوجّههم، ويرشدهم، ويلقي عليهم أوامر و تّعليمات وخطب، ويطرح عليهم سياسات وبرامج بحكم منصبه كرئيسٍ للوزراء، وهو حقُّ شَرعيّ له لا إعتراض عليه... .

 

(هل تكلّمت بغير الواقع والحقيقة لغاية الآن...والله جد؟ إذا فيه غير هيك إحكولي... و خلّوني أقطم أو أكمّل )!؟

 

إذن؛ سأكمل، ولكي لا يُقال لي إختصر أو (خُش عالدّش)؛ إليكم من الآخر...؛ هناك أمنية في نفسي، و لعلّها تكون في نفس الكثيرين من أبناء الأردن الطّهور؛ وهي أن أعرف و أفهم و أستوعب؛ ماذا يفعل أصحاب الدّولة و الوزراء والأعيان و النوّاب والمسئولون و الحزبيّون و الأكاديميّون أولئك الذين لا يزال معظمهم جميعاً حتى هذه الّلحظة في السّلطة عندما يجتمعون مع دولة سمير الرّفاعي، وقد كانوا في الحقيقة و الواقع، ومنذ فترة وجيزةٍ جدّاً؛ يقولون له يا (سوسو)؟! وماذا يفعل دولته مع هؤلاء المسئولين الذين كان يقول لهم بالأمس القريب يا (عمّوه) طاهر مثلاً أو يا (أونكل) عبدالرّؤوف...!؟

 

في (دبكاتنا الجوفيّه) القديمه؛ كنّا نشكّل فريقين من الشّباب فقط؛ ويستطيعون مسايرة الحركات و المهارات المطلوبة فيها، و التي تحتاج إلى لياقه صحيّة لتَحمَُّلِها، فالأوّل يُغنّي أثناء الحركة والدّوران: (شِباب قوموا إِلعبوا و الموت ما عنُّه)، و الثّاني يردّد بعده مؤكّداً وداعماً: (و العمر شبه القمر ما ينشبع منُّّه).

 

 أمّا في (المدابكه) الحكوميّة الحاليّة؛ تلمس إختلافاً شاسعاً في الاسم والتّشكيله وكلمات الأغنية، فهي لا تسمّى دبكه؛ بل مباراة (ماراثونيّة) حصريّه، والفريق الأول هنا (شباب) ويغنّي تلميحاً و تصريحاً: (عمّوه قوموا إرحلوا والموت ما عنُّه)، و الثّاني (ختياريّه) (غارشين وضاربين كوع...) (وُمْطَنِّشٍيْنْ) للنّاحية الأدبيّة من الموضوع...! إضافةٍ إلى أنّهم مُنْكِرون ومُتناسون للموت - هادم الّلذّات - ومُبرّرون المكوث، ومُردّدون بعد فريق الشّباب الأوّل على استحياءٍ، وبصوتٍ مبحوح ويَكادُ أن يُسمَع: (و الكِرسي شِبْهَ القمر ما ينشبع منّه)!

 

أمّا نحن - الجمهور - المتابعين من مدرّجات الدّرجة ( _صفر)، و الدّرجة (صفر) لهذه المباراة، وتجنّباً لهزيمة ثقيله باهداف غزيره؛ ومن باب الشّفقه، ولأنّنا نعلم  أنّ لا خاسر أوّلاً وأخيراً إلّا الملعب الوطني بعشبه الطّبيعيِّ، وباقي مَرَافِقِهِ الثّمينة الغالية، وذلك حسب هذه التّشكيلة التي جُمّع أعضاؤها من نوادٍ محدّدة من خلال عيِّّنة انتقائيّة لا عشوائيّة، ومجتمعها هو من أحياء راقيه برجوازيّه، وسُلِقَت أو حُمٍسَت حَمسْاً على نارٍ باهتة الّلهب، فاقدة للحرارة؛ فقُدّمت نيئة على طبقٍ بلاستيكيٍّ (كِلْ وْزِتْ) ذي ألوانٍ فاتنةٍ خادعه، وهذه التّشكيلة تجد فيها كلّ شيء ما عدا التّساوي والمجانسة و التّفاهم في (التّوليفه)، عدا عن  التنافس الخفي، وغير المشروع على إشارة (الكابتن) بين نجومها وبخاصة الهدّافين منها أصحاب اللعب الحلو و الجميل، ولكن (بدون طابه)، و المتخصّصين بالضّربات الترجيحيّة لمصالحهم الخاصة و الضّيّقه و (بدون حَكم  يُشير أو يمنع تسلّل)؛ نجد أنفسنا و قلوبنا وألسنتنا لا تقول لرئيسها فقط : ماله ماله؟ وقع لحاله) و إنّما تلهج وتقول كذلك للّاعبين القُدامى المخضرمين كُلّ في موقعه (وزاره، نوّاب، أعيان،....): (قاعدين ليه ما تقوموا تروّحوا...)؟!