ما يجري بمصر

مؤلم ما يحدث في بلاد الكنانة من انقلاب على الوحدة واللحمة والمحبة بين شرائح الشعب المصري بكل فئاته وطوائفة .
هذا الشعب الذي كان مثالاً يحتذى في التعايش والتاّخي بين افراده , الشعب الذي كان يتجاوز الظروف القاهرة من فقر وازمات بالرضى والتكاتف , وتعلوا وجهه دائماً الابتسامة , وتسوده رغم الكروب روح الدعابة .
بات اليوم للاسف بؤرة صراع لا يحمد عقباها , نتيجة فتنة ومؤامرة قذرة اجهضت الديمقراطية وارادة الشعب بتنحية رئيس افرزته صناديق الاقتراع .
فمهما حاول الاعلام المسيس ان يجير ويبرر لما حدث , فأن القاصي والداني , والعارف والعامي يدرك وبيقين ان ما حدث هوانقلاب عسكري على الشرعية , قاده ثلة من عسكر النظام السابق المتنفعين والمتنفذين والذين شعروا ان حكم مرسي جمد نفوذهم وكشف اوراقهم وبطلان اكاذيبهم , من خلال كشف صفقاتهم بكافة اشكالها ,سواء منها المالية او السياسية وغيرها .
فمنذ اليوم الاول لاستلام مرسي الحكم , تلاقفته وسائل الاعلام المسيسه لمصلحة النظام السابق واعوانه ومنافسية الذين فشلوا في الانتخابات , وازارهم ارباب الفن الذين باع غالبيتهم ظمائرهم , والذي لم يتماشا مع غيهم نظام مرسي , تلاقفوه بالانتقاد والتجريح والتهكم , وباسلوب لا يليق برئيس منتخب, وانا اقول ان الخطأ الذي ارتكبه الرئيس مرسي , انه لم يضرب بيد من حديد على هذه التجاوزات الكبيرة والغير مبرره ومنذ بدايتها , حاربوه باسلوب عدائي رخيص بتجنيد فئة من المتنفعين او ما تم تسميتهم (بالفلول) للتظاهر ضدة ولتأليب الشارع عليه بدعوى ان الاخوان المسلمين هم الذين يحكمون البلاد ويقودونها للهاوية .
رغم ذلك حاول الرجل الاصلاح , ولكن عملية ترميم فساد متجذر لما يزيد على نصف قرن , واجتثاث المفسدين المتغلغلين في جسم الدولة , والذين استشرى فسادهم خلال الفتره السابقه , عملية تتطلب وقت وتخطيط وتعاون من كافة الاطراف المخلصة والحريصة على مصلحة مصر , والمديونية الكبيرة التي خلفها النظام القديم , شكلت عقبة كؤود امام الاسراع في الاصلاح , وتحقيق انجاز سريع يرضي المواطن الذي يأن من ضيق الحال , والذي قضى ما يزيد على خمسة عقود من الفقر والقمع , وكان امله ان يتغير الحال بين ليلة وضحاها وان ينعم بالفرج وبحبوحة العيش , ولكن واقع الحال والتركة الرديئة التي خلفها النظام السابق لم تمَكن الرئيس مرسي من تحقيق مطالب الشارع المصري بالسرعة التي يتطلع اليها الشعب , فبدأ بوضع الخطط الاصلاحية التي تهدف الى تحسن الحال , الا ان جماعة الشد العكسي المعارضين لسياستة لم يتركوا له اي فرصة لتحقيق ما يصبوا الى تحقيقه .
والسؤال المطروح هل لو استلم عمرو موسى او البرادعي او شفيق سدة الحكم سيتغير الحال ؟ اي مطلع بالشأن السياسي , سيقول لك بالطبع لا والف لا . فماذا فعل مرسي ليتم الانقلاب عليه بهذا الشكل ؟؟
فالرجل لم يسرق مقدرات بلده , ولم يتاّمر على امنها , ولم يقتل الابرياء , ولم يدعوا الى رذيلة او يسكت على فساد , هل كل ما حصل له لان فكره واتجاهاته وخلقة الاسلام ؟؟ (انا لا اتحدث عن انتماءاته للاخوان المسلمين ) ولا يعنينا هذا , فلكل منا انتماءاته التي يؤمن بها , والا فلنعطل الاحزاب ونلغي الديمقراطية , واحترام الرأي الاخر, ولنحكم على الشخوص من انتماءاتها الحزبية , ونلغي خصوصية الافراد واستقلاليتهم ؟
ان ما الت اليه الاحداث في مصر العزيزة علينا جميعاً , لم تكن نتيجة لسياسة رئيس حتى لو صدر منه اخطاء . ولا لتدخل حزب الاخوان في الحكم , وعلى افتراض انهم تدخلوا وتم استشارتهم والاستعانة بهم, اليسوا منتخبين كنواب في مجلس الشعب , اليس منهم مرجعيات سياسية ودينية واقتصادية واكاديميه يشار لها بالبنان , وفي النهاية من هم الاخوان ؟ اليسوا من ابناء الشعب المصري , اليسوا حريصون على بلدهم وامنه واستقرارة , ام ماذا ؟؟ من يقول غير ذلك فهوغير منصف . ولكنها فتنة اريد من ورائها تمزيق واضعاف اكبركيان عربي يفاخر دوماً بعروبته ودينه , ولم يتأخريوماً عن الذود عن ما يصيب اشقائه من اذى , ابوابه مشرعة دائماً لرأب الصدع العربي . وما يحصل ان هناك اجندات ومخططات تهدف لاضعاف وتمزيق هذه الامة تنفذ خطوة بخطوة , ولللآسف تسخر الشعوب ادوات لتنفيذها .
ندعوا الله ان يحمي مصر واهلها الطيبيين , وان يسخر لها المحبين والعقلاء من ابنائها لرأب الصدع وؤد الفتنة , وحقن الدماء , وان تعود مصر لاستقرارها انه سميع مجيب .