«حسبة اربد».. مكرهة صحية لتراكم مخلفات الخضار وبقايا اللحوم

 

أخبار البلد

تتفرع عن وجود الحسبة غرب جامع اربد الكبير وسط المدينة التي أنشئت في منتصف ستينيات القرن الماضي العديد من المشكلات التي تؤرق المواطنين ويطالبون بحلول لها .. كالاختناقات المرورية الحاصلة في الشوارع المؤدية إليها واكتظاظ المتسوقين وتراكم أطنان النفايات التي تفرزها هذه المنطقة يوميا وتبقى تحت أشعة الشمس الحارقة لأيام إضافة الى المياه العادمة التي تسيل باتجاه شارع فلسطين وانبعاث الروائح الكريهة بسبب هذه المياه و تراكم مخلفات الخضار التالفة وبقايا اللحوم على مختلف أصنافها وأنواعها. وتبدأ المشكلة المرورية والبيئية وجملة المشاكل ابتداء من دوار الملك المؤسس (دوار الساعة ) وانتهاء بتقاطع مجمع الأغوار القديم حيث إن هذه المنطقة تشكل منطقة منتجة للازمات المرورية والمكاره الصحية ومكانا لبيع الكثير من المواد الغذائية غير الخاضعة لأي نوع من أنواع الرقابة وغالبيتها إما منتهية الصلاحية أو لا تعرف آلية إنتاجها ناهيك عن عرضها لساعات طويلة مكشوفة تحت أشعة الشمس الساطعة ومعرضة للغبار والأوساخ والغازات المنبعثة من عوادم السيارات إضافة الى الانعدام التام للنظافة؛ ما حدا بمؤدي صلاة التراويح في الأيام الأخيرة الى الاحتجاج ومطالبة البلدية بتنظيف المنطقة المحيطة بالجامع الكبير ليتمكنوا من أداء صلواتهم

ولوحظ تراجع في أعداد مرتادي المسجد في صلوات الظهر والعصر والمغرب لعدم قدرة المصلين الوصول إليه نتيجة إغلاق المنطقة بكاملها بالبسطات والبضائع المختلفة الرديئة الرخيصة والتشويش على المصلين من قبل الباعة الذين ينادون على بضائعهم بأصوات عالية لا تراعي حرمة أوقات الصلوات إضافة الى تحول هذه المنطقة في ساعات المساء والليل الى مكان لتلال النفايات وملتقى لذوي الأسبقيات والخارجين على القانون يمارسون فيها كافة أفعالهم من تعاطي الخمور والتشاجر فيما بينهم والتحرش بالمارة ان صدف مرورهم في ساعات بعد المغيب؛ ما يسبب خوفا وقلقا كبيرا للسكان وتجار المنطقة .
وطالب عدد من المواطنين بضرورة إزالة الحسبة التي تسبب هذه المشكلات لوسط المدينة وعدم الرضوخ لبعض أصحاب الصوت المرتفع الذين باتوا يشكلون عائقا أمام كافة القرارات المتعلقة بتطبيق القوانين وتنظيم العمل خاصة ان أعدادا كبيرة من محال هذه الحسبة فارغة وغير مستخدمة نتيجة خروج مستأجريها منها الى أماكن أخرى .
وقالوا ان رضوخ البلدية لسنوات طويلة لضغوطات هؤلاء حال دون تنفيذ الكثير من القرارات المهمة التي كان من الممكن ان تسهل حياة المواطنين مثل الخطة المرورية التي أعدت منذ بضع سنوات من قبل مهندسين مختصين شارك بعضهم في إيجاد حلول للمشاكل المرورية في مكة المكرمة التي تشهد أعلى كثافة مرورية في العالم إضافة الى القرارات المتعلقة بإزالة البسطات العشوائية وعربات الباعة المتجولين والوقوف العشوائي للبكبات وسيارات التحميل والتنزيل وقيام بعض أصحاب المحال التجارية بوضع عوائق أمام محالهم تحرم المواطنين والسيارات من استخدام أجزاء من الرصيف و الشارع وتوقف حركة المرور تماما بشكل بات يشكل قلقا للجميع ومعيقا للحياة اليومية وما يصاحب هذه الظاهرة من مظاهر سلبية اقلها انتشار الجرذان الكبيرة الأحجام وتحولها لبيئة ملائمة لتكاثر كافة أنواع الزواحف والحشرات والجراثيم الناقلة لمختلف أنواع الأمراض وخاصة المعدية وسريعة الانتشار.
«الدستور» جالت في المكان والتقت عددا من المواطنين الذين أجمعت آراؤهم على ضرورة أزلة هذه الحسبة نظرا لما تنتجه من مشكلات وانتشار أسواق الخضار والفواكه في مختلف أحياء المدينة وانتفاء الحاجة لهذه الحسبة مطالبين البلدية سرعة إزالتها واستثمار أرضها بما يعود على البلدية والأهالي بالنفع.
السائق جاسر صبحي قال: انه لا يذهب إلى تلك المنطقة؛ لأن الوصول إليها معاناة حقيقية كما أن الآمر لا يخلو من مخاطر وقوع حوادث لكثرة البكبات وعشوائية اصطفافها وحركتها هذا إن نجا من تحرير مخالفة مرورية بحقه مطالبا بهدم هذه الحسبة فورا واستثمار أرضها بما يعود بالنفع على المدينة وسكانها بتحويلها إلى حديقة أو ساحة عامة لخلو وسط المدينة من مثل هذه المرافق.
واعتبرت سناء موسى أن الحسبة أصبحت قديمة جدا وبعض أجزائها متهالك وآيل السقوط والوصول إليها والسير فيها للتسوق معاناة بسبب ضيق ممراتها واستغلال الممرات من قبل التجار بشكل خاطئ بتكديس صناديق البضائع أمام محلاتهم ناهيك عن التواجد الكبير للبسطات في الشوارع والطرقات والممرات المحيطة والمؤدية للحسبة .
ويقول انس رضوان إن وجود الحسبة وسط المدينة بات يشكل مكرهة صحية مشيرا إلى انه في كثير من الأحيان تشاهد تلالا من الخضراوات التالفة التي تنبعث منها الروائح الكريهة وتشكل بيئة ملائمة لتكاثر الجرذان التي تشاهد بأعداد كبيرة إضافة إلى انتشار البعوض .
ويذكر أن لجنة الصحة والسلامة العامة قامت بالكشف الحسي على المحال التجارية في الحسبة المشار إليها واعدت تقريرها إلى اللجنة الرئيسة للجنة الصحة والسلامة العامة في المحافظة برئاسة محافظ اربد حيث أوصت بضرورة إزالة حسبة وترحيل التجار إلى أماكن بديلة تؤمنها البلدية في مختلف أنحاء المدينة والتي تم الكشف عليها من قبل اللجنة المختصة وتبين أنها مواقع ملائمة وحديثة وتتلاءم مع تطور المدينة.
واستند تقرير اللجنة إلى ان أجزاء من محلات هذه الحسبة باتت آيلة للسقوط وغير مستخدمة وتحولت الى مكرهة صحية وبيئة ملائمة للجرذان والقوارض التي اشتكى منها عدد كبير من التجار والمواطنين المحيطين بموقع الحسبة المذكورة إضافة الى أنها باتت تستنزف جهود البلدية في عملية النظافة المستمرة كونها تفرز كميات ضخمة من مخلفات الخضار والفواكه التي تلقى بعرض الطريق إضافة الى المياه الملوثة التي تنجم عن استخدامات بعض التجار وان إزالة هذه الحسبة يأتي انسجاما مع أعمال مشروع تطوير وسط مدينة اربد الذي نفذ بمكرمة ملكية سامية لإضافة مساحات جمالية وفضاءات في وسط المدينة؛ ما يتطلب تغيير صفة الاستعمال للكثير من المحال التجارية في المنطقة المشار إليها وان حقوق المستأجرين الذين ما زالوا في بعض أجزاء هذه الحسبة لن تمس و تعالج بالطرق القانونية.