العاقل من يعرف خير الشرين

قيل ليس العاقل من يعرف الخير من الشر ولكن العاقل من يعرف خير الشرين ان هذه المقوله كانت غير صالحة للتطبيق في السابق ومرفوضه رفضا قاطعا من جميع الاجيال السابقة كون تلك الاجيال كانت تميز الخير من الشر والغث من السمين وتعمد الى فعل الخير فلا وجود للشر بينهم الا بنسب مقبولة بعكس ما يجري لدينا هذه الايام فقد اصبحنا باشد الحاجة الى تطبيق هذه المقولة وتعميمها والتعامل معها فالعقلاء والحكماء اصبحوا لا يشكلون في هذا الزمان ارقاما كبيره وخير دليل على ذلك ما وصلنا اليه من سوء احوال في هذه الفترة حيث تم استبدال العقلاء برجال الرويبضه وقد بات الحكماء والعقلاء لا يعنيهم امر العامه وهو ما شجع وعزز من تنامي منظومة الفساد فعندما سألوا فرعون عن سبب فرعنته اخبرهم انه لم يجد من يرده ويقومه من اجل ذلك بات الفاسدون يعيثون بالارض فسادا واصبحوا يتحدثون عن الاصلاح والوطنية ويرسمون شأن العامة ومستقبلهم والاغلبية الصامته تسقف لهم هنا وهناك وقد انصهر بفعل هذه المنظومة اولئك الحكماء والعقلاء وبات الجزء الاكبر منهم يجلس تحت تلك المظلة حتى تحميه من اشعة الشمس وحبيبات الشتاء لذلك بتنا نعيش في زمان اصبح الشر والخطأ هو المعيار الصحيح الذي توزن به كافة الامور وجميع هذه الاحداث والمجريات تلزمنا وتحتم علينا ان نحدث تغيير استراتيجي في نظرتنا اثناء تقييمنا للامور المختلفة وقد بات من الضروري علينا ان نتثقف ونتدرب من اجل قدرة التمييز بين الشرور وقبول اهونها والتعامل معه اذا ما رغبنا بالاستمرار والتدرج مستقبلا نحو التعرف على الخير من الشر وقد يكون هذا التصور المطروح مرفوض وغير مقبول لدى الغالبية منا ولكن ومع الاسف لم يعد لنا بدا من ذلك لعدم توفر بدائل افضل في الوقت الراهن بسبب الضعف والهوان والفرقه التي نحياها الان وفي ظل تصاعد هذه الوتيره لابد لنا من ان نبدأ العمل بهذا الاتجاه وان نستغل الفرصة لقطع مسافات نحو الاتجاه الصحيح الذي نسعى اليه بدلا من الوقوف والتعنت وعدم التقدم وبغض النظر عما كان يجب ان يكون سائلا العلي القدير ان يحمي الاردن ويوفق شعبه للتعرف على الخير والتمسك به ويجنبه الشر واهله انه نعم المولى ونعم النصير .
العميد المتقاعد
بسام روبين