اليوم .. مصر على أبواب الحسم النهائي

اخبار البلد : سنة 1928 اسس محمد محمود البنا تنظيم الاخوان المسلمين وانطلق طوال سنوات مع رفاق له في الاخوان المسلمين يعملون للوصول الى السلطة، حاربهم الملك فاروق حرباً قوية وحاربوه وحاولوا اغتياله لكنهم فشلوا. 
وفي 23 تموز 1952 قام الضباط الاحرار بانقلاب في مصر ازاح الملك فاروق وفتح المجال للعمل السياسي ضمن حدود.
كان محمد نجيب الصورة الظاهرة للانقلاب بالنسبة للضباط الاحرار اما الرجل الفعلي فكان عبد الناصر، وسنة 1954 ازاح عبد الناصر محمد نجيب من رئاسة مجلس الضباط الاحرار وتسلم السلطة. 
اقام عبد الناصر علاقات مع الافرقاء ومنهم الاخوان المسلمون، وكان ضابط الاتصال بين الاخوان المسلمين والضباط الاحرار العقيد انور السادات الذي قام بصلة الوصل بين الضباط الاحرار والاخوان المسلمين، وكان فكر انور السادات يتجه اسلاميا وفي العمق نحو الاخوان المسلمين لكنه كان في قلب الضباط الاحرار. 
سنة 1956 جرت محاولة لاغتيال عبد الناصر ومن قبل الاخوان المسلمين، كان انور السادات يعرف بالمحاولة لكنه تغاضى عنها وبدأت الشكوك بينه وبين عبد الناصر. فأبعده عن مركز القرار وضرب الاخوان المسلمين ضربة قاضية.
حاول الاخوان المسلمون الاستفادة واستغلال الشارع لكن نزول بريطانيا وفرنسا واحتلالهما قناة السويس بعد ان اتخذ الرئيس عبد الناصر قرارا لتأميم قناة السويس اشتعل الشارع المصري دعما للرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وجاء انذار الرئيس الاميركي ايزنهاور الذي انذر القوات الاسرائيلية والبريطانية والفرنسية التي احتلت قناة السويس بالخروج منها خلال 48 ساعة لتعطي قوة ضخمة لعبد الناصر. 
انسحبت اسرائيل مرغمة وخرجت فرنسا وبريطانيا من قناة السويس ولأول مرة ارتفع العلم المصري على قناة السويس واصبحت مصرية مئة بالمئة. 
لم يكن انور السادات مخلصا له، لكنه لعب على الحبلين بين الاخوان المسلمين وبين عبد الناصر لكن كان لعبد الناصر ثقة بالمشير علي علي عامر ولم يكن على قدر الثقة بل كان ضعيفا وميالا الى السهرات ولا يتابع عمله العسكري، وكان عبد الناصر يريد بناء اقوى جيش في المنطقة. وبين ما اراده عبد الناصر واراده المشير علي علي عامر كان فرق كبير. 
في هذا الوقت دخل الاخوان المسلمون مجددا الى الجيش المصري وحاولوا القيام بانقلاب فسقط في مهده وفشل فورا.
بعد تحرير قناة السويس وجعلها مصرية، اصبح الصراع على جزر تيران التي هي بين اسرائيل ومصر وكان فيها قوات للأمم المتحدة.

عبد الناصر وحرب 1967

اعتبر عبد الناصر تيران ارضا مصرية فطلب من قوات الامم المتحدة سحب قواتها فطلب منه امين عام الامم المتحدة يوسانت عدم اتخاذ القرار لكن عبد الناصر اصر، وفي 5 حزيران 1967 شنت اسرائيل حربها الغادرة واصيب العرب بالنكسة الكبرى. 
لم يسكت عبد الناصر على الموضوع، وقرر اجراء حرب استنزاف لضرب اسرائيل طوال الوقت بعدما احتلت سيناء في حرب الـ67 خلال ايام.
انعقدت قمة عربية في الخرطوم وأصدرت ثلاث لاءات أهمها لا للصلح مع اسرائيل.
كان انور السادات مع الصلح وكان صلة الوصل بين الاخوان المسلمين واسرائيل. وطوال ثلاث سنوات من الـ1967 الى 1970 حارب عبد الناصر اسرائيل بحرب استنزاف مستمرة، لكن حربا اشتعلت في الاردن بين الفلسطينيين وملك الاردن جعلت قمة عربية تنعقد بأقصى سرعة في القاهرة. وحضر الملك حسين الذي لم يكن يريد ان يحضر بل كان يريد ارسال رئيس الوزراء وصفي التل لكن الملك حسين ووصفي التل جآ الى القاهرة وعلى مدخل الفندق اقترب فلسطينيون واطلقوا النار على وصفي التل وقتلوه وشربوا من دمائه.
كان عبد الناصر قد اصبح متعبا للغاية وهو يودع الرؤساء العشرين الرئيس تلو الرئيس. عاد الى منزله بعد توديعهم واسترخى على السرير ومد رجليه وكان اصابهما ورم فوضعهم في سطل من المياه الساخنة مع الملح ولكن وهو في هذه الحالة اصابته نوبة قلبية أدت الى وفاته.
ضغط طبيب القلب على صدره عدة مرات لإحياء القلب المتعب والحزين لكن قلب عبد الناصر توقف. 
وحزنت مصر حزنا ليس له مثيل وكان نائب الرئيس عبد الناصر انور السادات انما كان يجب ان يكون المشير علي علي عامر، لكن المشير عامر انتحر بعد نكسة 1967 فأصبح انور السادات نائب الرئيس وتسلم المسؤولية وفتح الباب للإخوان المسلمين، وانتشر الاخوان المسلمون في مصر حزبا قويا على حساب الناصرية. وبدأت الناصرية تعود الى الوراء وتشتد قوة الاخوان المسلمين.
عقد انور السادات اتفاقا مع الاخوان المسلمين بان يتحركوا سياسيا دون الظهور مع السماح لهم بالعمل السياسي السري، وعدم تحريك المباحث ضدهم وهذا الذي حصل. 
عندما تسلم السادات في اول تموز 1970 رئاسة الدولة المصرية كان الاخوان المسلمون في ذروة الانحطاط لكنهم اشتعلوا مع مجيء انور السادات رئيسا. وبدأوا عملهم الحزبي بقوة وأرادوا السيطرة على الحكم لكنهم كانوا عبر انور السادات يحصلون على ما يريدون.

حزبان في مصر

اصبح في مصر حزبان: حزب ديني هو حزب الاخوان المسلمين، وحزب حاكم هو الحزب الناصري. لكن الحزب الناصري كان يتولى المراكز الرئيسية دون الفاعلية الشعبية والحزب الديني كان حزب الاخوان وكان انور السادات يعطيهم ما يريدون.
مر الزمن وقتل انور السادات على يد متطرفين اسلاميين لا علاقة لهم بالاخوان المسلمين، وخلفه حسني مبارك الاكثر عداءً للاخوان المسلمين والذي كان بحكم علاقاته بالمخابرات يعرف ان انور السادات على علاقة مع الاخوان المسلمين. 
تسلم حسني مبارك رئاسة الدولة وواجه الاخوان المسلمين وحاربوه وحاولوا اغتياله اكثر من مرة لكنهم فشلوا، وضربهم ضربات قوية وأنهاهم كحزب وألغاهم وسحب رخصة الحزب منهم. الى ان بدأت ثورة مصر في 25 يناير ضد حسني مبارك وبدأ مبارك يتهاوى الى ان سقط امام الاخوان المسلمين والمؤيدين لهم.
جاءت انتخابات الرئاسة فترشح احمد شفيق القريب من حسني مبارك ضد مرشح الاخوان المسلمين وجاء الفارق بسيطا جداً لصالح مرشح الاخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي. وبمجرد ان استلم محمد مرسي اصدر اعلانا دستوريا جاء فيه انه يؤلف لجنة لوضع الدستور ووضعته في 24 ساعة ثم اجرى انتخابات مجلس الشعب ثم انتخابات رئاسة الجمهورية على اساس الدستور الذي تم وضعه في 24 ساعة من قبل اللجنة الدستورية التي اعلنها مرسي في الاعلان الدستوري.
محمد مرسي زعيم الاخوان المسلمين يؤيده 42% من مجلس الشعب وحزب النور الاسلامي الاصولي يمثّل 15% والحصيلة 57% ففازوا في الانتخابات النيابية وبدأوا تغيير المعالم. وضع الجيش المصري سورا قويا حول قرارات محمد مرسي، وبدأ يطوقه تدريجيا من خلال المخابرات ومن خلال العمل الميداني. 
حزب النور الاسلامي الاصولي قرر الانسحاب من التحالف مع حزب الاخوان المسلمين، والشعب المصري قام بثورة مضادة ضد الدكتور مرسي رئيس الجمهورية ومن اجل عدم الاستفاضة في الحديث نصل الى الخطوة الاخيرة التي اتخذها الجيش المصري عندما قرر المجلس العسكري عزل محمد مرسي ووضعه في الاقامة الجبرية، وبالتالي لم يعد فعليا رئيسا للدولة. ووقع اول خلاف لمحمد مرسي مع السعودية عندما فتح علاقة مع ايران واحمدي نجاد. 
محمد مرسي الآن في الاقامة الجبرية، المجلس العسكري بسط سلطته على الارض المصرية، ووزير الدفاع السيسي وجه نداءً الى الشعب المصري طالبه فيه بالنزول الى الشارع اليوم الجمعة بانتفاضة ضد الاخوان المسلمين وليظهروا انهم هم الاقوى في الشارع والاقوى شعبيا، فيما وجه الاخوان المسلمون نداء الى حزبهم ومحازبيهم كي ينزلوا الى الشارع في وجه المظاهرات ويظهروا انهم القوة الرئيسية في مصر.

المعركة الكبرى

في 25 تموز تقف مصر امام معركة كبرى بين الاخوان المسلمين ومحازبيهم ومؤيديهم، والقرار المعطى من القيادة للجيش المصري ممنوع اقتراب الجماهير من بعضها والاصطدام وعلى القوات المسلحة السماح بالتظاهر سلميا لكل فئة ومنع اعمال الشغب بالقوة واستعمال النار اذا لزم الامر. لكن ممنوع ان تتواجه مظاهرة مع مظاهرة وتم توزيع مناطق التظاهر للاخوان المسلمين ومناطق التظاهر لداعمي الجيش وداعمي المجلس العسكري، وازاء ذلك وصلت مصر الى نقطة الصدام الكبرى.

26 تموز يوم الفصل

في 26 تموز اصلا غير 25 تموز، لن ينام الشعب المصري بل يستعد للمظاهرات واستقدم الجيش المصري من الاسماعيلية الجيش الثاني والمعروف ان الجيش المصري مؤلف من ثلاثة جيوش الجيش الاول والثاني والثالث. 
في عز هذه النقطة زاحت واشنطن ووقفت على الحياد، وكان عليها تسليم طائرات اف 16 الى مصر فقامت بتأخير تسليم الطائرات لكن واشنطن لا تريد للجيش المصري ان ينازع لكنها لا تستطيع ان تفعل شيئا فالشارع المصري هو سيقرر ويبدو ان الاتجاه سيكون لصالح الجيش المصري وفريقه. على كل حال قيادات الاخوان من محمد مرسي الى معاونيه الى اركان الاخوان المسلمين اصبحوا كلهم تحت الاقامة الجبرية او في السجون لأنه لم يعلن تماما اين هو مرسي واين هم قادة الاخوان المسلمين.
اذا كان محمد عبد الوهاب زعيم الوهابيين في السعودية عقد اتفاقا سنة 1938 مع الملك عبد العزيز على اثره بايع محمد عبد الوهاب الملك عبد العزيز ان يكون ملكا على الحجاز ومكة المكرمة مقابل اعتماد الوهابية كدين للسعودية على قاعدة اهل السنة فقط والتقيد الحرفي بتعاليم اهل السنة فاليوم يتصارع الضباط مع الاخوان المسلمين والشعب المصري منقسم ولا يريدون تطبيق الشريعة الاسلامية كما يريدها الاخوان المسلمون.
في هذا المجال سيكون اليوم يوما فاصلا بشكل لا تُعرف فيه المفاجآت فعكس ما جرى بين محمد عبد الوهاب والملك عبد العزيز يجري اليوم في مصر بين الاخوان المسلمين والجيش المصري.
وكما قلنا استدعى الجيش المصري الجيش الثاني من الاسماعيلية ونشره في القاهرة ونشر فرقة اخرى على طول قناة السويس. واتصلت القيادة العسكرية المصرية بواشنطن طالبة دخول قوات مصرية الى سيناء لأن اشتباكات تحصل فيها فوافقت اسرائيل لأن اتفاق كامب ديفيد لا يسمح لأكثر من 750 جنديا مصريا بالتواجد في سيناء مع 2000 من عناصر امن الشرطة الذين لا فاعلية لهم. 
ولأول مرة دخلت الدبابات المصرية سيناء منذ اتفاقية كامب ديفيد.
اليوم هو يوم المواجهة الكبرى بين المجلس العسكري المصري الذي كشف قناعه الى الاخير واعلن حربه على الاخوان المسلمين ودعا الشعب للنزول الى الشارع وبين الاخوان المسلمين الذين دعوا للنزول الى الشارع ايضا ودعم حزب الاخوان المسلمين اعادة الدكتور مرسي الى الرئاسة في القصر الرئاسي رغما عن الجيش المصري باعتبار تم انتخابه شرعيا فيما المجلس العسكري اعتبر ان انتخاب مرسي لم يكن شرعيا وعزله ودعا الى استفتاء جديدا استفتاء مواجهة واستفتاء مظاهرات واستفتاء اصطدام.
واذا اخذنا الصورة مساء في 25 تموز فإن الاخبار الواردة من القاهرة تقول الآتي:
اولا- نزلت قوات الصاعقة المصرية وهي القوة الضاربة في الجيش المصري الى ساحات القاهرة وفور وصولها التف حولها مئات المتظاهرين مرددين هتافات مؤيدة للجيش، الجيش والشعب يد واحدة تحيا مصر.

الشيخ العريفي والزيّ العسكري

في المقابل، ظهر الداعي الاسلامي الشيخ محمد العريفي في صورة يرتدي زيا عسكريا شبيها بزي القوات المصرية وبصحبته عناصر ترتدي نفس الزي، وطالب بمقاومة الجيش المصري واسقاطه ويذكر ان العريفي تم وضعه تحت الاقامة الجبرية داخل السعودية بعد دعواته المتكررة للجهاد في سوريا واخيرا حين تحدث عن مصر والجيش المصري فتم وضعه في الاقامة الجبرية. 
في هذا الوقت قام انصار الرئيس مرسي بصب الزيت والفيول على الطريق التي تؤدي الى المطار لكن الجيش المصري استطاع اعادة فتح المطار على الكبري بعد ساعات من صب الزيت. 
وقالت المصادر ان قوات امن المطار ضبطت عددا من الذين سكبوا الزيت، هذا واعطت قيادة الجيش المصري امرا بالبدء بالاعتقال منذ الليلة الماضية بكل من يخالف القوانين.
وذكر بيان صادر عن قيادة الجيش المصري اذا كنا دعينا غدا الى مظاهرة فنحن لا ننتظر الغد لنتصرف وكل من يخالف من هذه الليلة وهذه اللحظة هو معرض للتوقيف.
وفي بيان صدر عن الاخوان المسلمين عند الخامسة مساء في القاهرة دعا الاخوان المسلمون الى الجهاد ضد الجيش المصري واعتبار ان قتال الجيش المصري ومنعه من السيطرة على السلطة هو عمل جهادي الهي يدخل في اطار الجهاد الاسلامي من اجل اهل السنة ومبادئهم. 
اما الفريق السيسي فقد اصدر بيانا مقتضبا ومختصرا وفيه: اولا لقد تم عزل الرئيس مرسي نهائيا، ثانيا لقد تم تعطيل الاعلان الدستوري نهائيا، ثالثا البلاد هي تحت حكم الطوارئ العسكرية وللجيش الحق بحماية الامن لمصلحة مصر العليا. هذا وهاجم المتظاهرون المستشفى الذي يقيم فيه حسني مبارك وحاولوا اشعال النار في السجن عندما لم يستطيعوا الدخول لقتل حسني مبارك لكن الجيش استطاع تهدئة الامور.
وجاء في بيان لقيادة الجيش ردا على الدكتور محمد مرسي الذي قال اني افوض امري الى الله، «ان قيادة الجيش المصري تأتمر بالدستور المصري وبمصلحة الشعب المصري ورضى رب العالمين وتعتمد الشريعة الاسلامية في دستورها ولا تحتاج الى اجتهادات تدعو للجهاد من الرئيس محمد مرسي لأن اي جهاد يكون جهادا روحيا الهيا يطلب من الشعب ضرب الجيش المصري».

الاخوان المسلمون وتفجير القطارات

وفي آخر خبر عاجل وصل ان الاخوان المسلمين وزعوا بيانا هددوا فيه بتفجير القطارات تحت الطرقات (المترو)، فقام السيسي بإعطاء الامر لفرق الصاعقة العسكرية 7-7-7 بتأمينه وتفتيش جميع الحقائب خاصة محطة جامعة القاهرة، وهدد الاخوان المسلمون بتفجير محطة القطارات تحت الارض.
يذكر ان السيسي امر القوة 7-7-7 بالتواجد في الميترو منذ امس لتأمينه وامر القوات بتفتيش جميع الحقائق وقال: لن نخاف من احد وغدا (اليوم) سيعمل القطار مثل العادة ولن نوقفه مهما هددوا. وقال ان الاعتصام الذي يقيمه الطلاب امام جامعة القاهرة سيقمع بالقوة وستكون الطريق مفتوحة منذ منتصف الليل.
والآن دقت ساعة المعركة والمواجهة، مصر حضارة الـ5000 سنة الفرعونية، ومصر حضارة وادي النيل والاقصر وابو الهول الذي عمره 6200 سنة تفتش عن هوية. الجيش يريد ان تكون مصر ديمقراطية ولا يحكمها الاخوان المسلمون، والاخوان المسلمون يريدون بعد ان ناضلوا 90 سنة ان يحكموا مصر خاصة بعد انتخاب رئيس جمهورية منهم ومجلس شعب منهم اكثريته وألفوا حكومة كاملة، لكنهم لم يستطيعوا اختراق الجيش المصري وبقي الجيش خارج دائرة سيطرة الاخوان المسلمين، حتى ان ضابطا واحدا لم يؤيد او ينشق عن الجيش المصري. 
والخطوات التي تتحضر حاليا ان الجيش المصري غدا اثر المظاهرات سيسيطر على القاهرة والسويس والاسكندرية وعلى الصعيد وعلى اطراف الجيزة.
ثانيا - سيعلن الجيش المصري خطوات دستورية من اجل استفتاء ووضع بنود دستور جديد يكون الاساس لحكم مصر في المستقبل.
ثالثا - يبدو من الفرق العسكرية التي انزلها الجيش المصري الى القاهرة والتي لأول مرة تنزل في تاريخها حتى عند موت عبد الناصر لم تنزل الصاعقة الى القاهرة بل كانت على اطراف العاصمة لحماية مداخلها فإن الجيش المصري انزل قوات الصاعقة لأنه ينتظر اليوم المظاهرات وبعد المظاهرات قد تنقض قوات الصاعقة على بقية المتظاهرين وتعتقلهم وتنهي الامر بالقوة العسكرية.
رابعا - اجتمع السيسي مع رئيس حزب النور السلفي والذي كان متحالفا مع الدكتور محمد مرسي واتفق ان يكون حزب النور الاسلامي المتطرف خارج المظاهرات وليس مع الاخوان وان يكون على الحياد مقابل الا يقوم الجيش المصري باحتلال مراكزه واعتقال عناصره، وابلغ السيسي رئيس حزب النور ان اي مخالفة لهذا الاتفاق سوف يعرض حزب النور للاعتقال على مستوى قياداته ومراكزه.
وتم اذاعة البيان عبر التلفزيون المصري وبلسان رئيس حزب النور كي يكون الالتزام كاملا لأنهم لن يكونوا مع الاخوان المسلمين.

ماذا سيحصل اليوم في مصر؟

لا احد يستطيع الضرب بالغيب، لكن هنالك امور يمكن التحدث عنها:
اولا ان مظاهرات عنيفة ستحصل في شوارع القاهرة والاسكندرية والسويس والصعيد والجيزة وبقية مناطق مصر.
ثانيا ان الجيش المصري سيكون منتشرا في كل مكان ويمنع اي مظاهرة من الخروج عن خط سيرها بعدما رسم خط السير وسلم هذه الخطوط لقيادات الاحزاب وابلغها ان اي خروج عن خط المظاهرات هو مخالفة قانونية لاتفاق وقعته مع القيادة العسكرية وبالتالي فإن الحزب الذي يخالف سيدخل السجن بقادته ومؤيديه وسيتم ضربه.
ثالثا ان موسكو وواشنطن والسعودية وباريس وبريطانيا وغيرها تترقب ماذا سيحصل في مصر لأن الوضع سيكون خطيرا جدا ما بعد احداث مصر، ففرنسا التي وصلت القوى الاسلامية الى مالي وهددت وجود فرنسا في مالي وتشاد وموريتانيا تعتبر ان القوى الاسلامية جاءت الى هذه المناطق من مصر كما ان القوى الاسلامية المتطرفة جاءت الى الصومال من مصر. كذلك فإن التحالف الاسلامي الذي ظهر بين الحوثيين واليمنيين بالنسبة للتطرف الاسلامي جاء ايضا من مصر. ومن هنا لا يبقى الا دولتين دولة مسيحية عدد سكانها 160 مليونا هي اثيوبيا لكن لا فاعلية قوية لها، ومصر وعدد سكانها 100 مليون لكن جيشها قوة ضاربة قوية قادرة على السيطرة على الارض.
رابعا ان الجيش المصري لن يتراجع بدليل لهجة السيسي وبدليل نزول فرق الصاعقة منذ الليلة الماضية الى شوارع القاهرة ويبدو من حالة الطوارئ التي تم اعلانها ان الجيش المصري لا ينوي تفريق مظاهرات او المواجهة مع المتظاهرين بشكل عادي بل هو سيقمع بالقوة كل تحرك للاخوان المسلمين. 
وستكون انعكاسات كبرى لأحداث مصر التي لا نعرف كم ستستمر وماذا سيحصل، فبالنسبة لموقف مصر العربي فإن المجلس العسكري اعلن ان مصر دولة عربية تلتزم بميثاق الدول العربية وان القرار الذي اخذه الدكتور مرسي بطرد السفارة السورية امر غير مقبول وان الاخوان الذين يحاولون قلب النظام في الاردن وسوريا ليس لهم اي مكان في مصر، وسيضربهم الجيش بقوة وبعد المظاهرات قد يصدر قرارا بحظر حزب الاخوان المسلمين نهائيا ومنعه من اي عمل سياسي.
اما بالنسبة للسعودية فالجيش المصري على علاقة ممتازة معها، لكن السعودية وسوريا على خلاف كبير والسعودية على خلاف مع مصر بالنسبة لسوريا، فالجيش المصري لا يريد ان يتم ضرب الجيش السوري من قبل المسلحين المسلمين والمتطرفين بينما السعودية تقوم بتسليح المتطرفين المسلمين والمسلحين لضرب الجيش السوري وهو امر تختلف معه مصر على هذه النقطة.

دور مصر بعد سيطرة الجيش

من هنا ماذا سيكون دور مصر بعد سيطرة الجيش المصري على مصر كلها ونجاحه في السيطرة والقبض بيد من حديد على الحكم؟ ان مصر ستعود لتلعب دورا قد يكون يجمع العرب ام لا، لكن اول ما يجمع فيجمع مصر بوحدة شعبها.
ان اعنف معركة تاريخية جرت منذ ايام صلاح الدين الايوبي وحتى اليوم ستكون معركة شعبية في القاهرة اليوم، والسؤال هو لماذا الجيش اعلن حالة الطوارئ ودعا الشعب للتظاهر؟ لماذا الاخوان المسلمون دعوا للتظاهر ومواجهة الجيش المصري رغم معرفتهم بأن المظاهرات التي ضدهم كبيرة لكن الجيش المصري يدعمها ايضا. فمعركة من هذا النوع خاسرة للاخوان المسلمين.
سؤال آخر، هل وقع الاخوان المسلمون في فخ الولايات المتحدة وتسرعوا في القرارات وانتخاب رئيس وتأليف حكومة وتنصيب دستور وانتخاب مجلس شعب؟ وبالتالي وصلوا الى الاصطدام بالجيش، مع العلم ان الجيش المصري قادر على ضبط الوضع في مصر فهل وقع الاخوان في الفخ واليوم تكون بداية نهايتهم ام ان الاخوان قوة شعبية كبرى لا نعرف حجمها قد يتفاجأ الناس اليوم انها سيطرت على شوارع القاهرة والمدن ولا احد يعرف الغيب ولا احد يعرف ماذا سيحصل.
اما بالنسبة لميزان القوى فإن الجيش المصري نزل الى شوارع مصر كلها بـ420 الف جندي مزودين بـ9000 آلية اضافة الى فرق مظليين يمكن ان ينزلوا من طوافات كذلك ممكن انزالهم من طائرات حربية في الاجواء في اي نقطة يريدون. والجيش المصري هو القوة السادسة من حيث التدريب مع الاميركيين ويعتبرونه في المناورة الاخيرة التي جرت في الاردن واسمها اسد الغضب ان الجيش المصري كان في الطليعة في كل المناورات وكان مثل الجيش الاميركي ان لم نقل اقوى منه. 
ماذا يحمل اليوم، قد يحمل مفاجآت كثيرة، قد يحمل اعتقالات كثيرة، قد يحمل تفجيرات كثيرة، قد يحصل هدوء ولا تنفجر الامور، لذلك نقول مصر في 26 تموز على مفترق طريق خطير اما الجيش مدعوما من الشعب يسيطر، وإما الاخوان المسلمون مدعومين من فئات شعبية يسيطرون.
والجواب سيكون اليوم في شوارع القاهرة والسويس والاسكندرية والصعيد والجيزة ووادي النيل ومصر الجديدة.

الجيش يمهل الاخوان 48 ساعة

أمهل الجيش المصري الاخوان المسلمين 48 ساعة للانضمام الى خارطة طريق وإلا فإنه سيحسم الامور بالقوة وسينهي الاعتصامات.

بوتين : التاريخ سيسجل إسم السيسي بحروف من نور

عقب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على خطاب الفريق السيسي بالامس والذي دعى من خلاله الشعب المصري للاحتشاد اليوم الجمعة من اجل تفويض الجيش للقضاء على الارهاب قائلا : 
لقــد دعـا هــذا الجنرال الشــاب جمــوع أبنــاء شعبه للحشد والخروج لتفويضه للقضـــاء على الإرهــاب الأسود الذى أصــاب الأمة المصرية. 
و أرى بأن تلك الدعوة جـــاءت صحيحة حتى يضفي الشــرعيه على ما سيراه هـــؤلاء الإرهـــابيين من الجيش المصري 
و حتى تسكت ألسنه وأقلام من ينادون بإسقــاط الدولة المصرية الذين يستغلون الأحـداث الجارية لتقليب الرأي العــام الخارجي ضد هـذا الجيش العظيم الذي سحق الغـزاة. 
و جعــل من حدود مصـــر مقبرة للغزاه قبل أن تطأ أقدامهم مصـر كما سيكون الأمر مشروعاً أمام العالم كله عندما يرى إستغاثة شعب لجيشه فى القضاء على الإرهاب الأسود الذى يريد تدمير بلادهم. 
كما أننى أرى بأن التاريخ سيسجل إسمه بحروف من نور بعــد أن لبى نداء الوطن للقضاء على الإرهاب.