هل يعود حزب المجالي إلى الساحة ؟!





يبدو أن الحالة المرضية التي عانى منها الباشا عبدا لهادي ألمجالي – شافاه الله –ساهمت مساهمة أخرى ليست سهلة تضاف إلى كل محاولات الإقصاء التي مورست لفكفكة اكبر تجمع حزبي حديث خرج من رحم المرحلة والوطن وحظي بإجماع وحشد شعبي كبير لم يعهد عن حزي أردني المنبت والمنبع ، تفريقا عن أحزاب أخرى قومية ويسارية وإسلامية ولدت خارج أسوار الوطن واستوردت ودخلت عبر الحدود بلا هوية وطنية تحمل أحلام الأردنيين ..
في السنوات القليلة الأخيرة خاضت العديد من القوى والحكومات معركة كسر عظم مع الباشا عبدا لهادي وحزبه ، وكان آخر تلك المحاولات تحجيم نفوذ الباشا داخل البرلمان ، بعد الإطاحة بكتلته الانتخابية التي تشكلت من 17 مرشحا معلنا ، فكانت ضربة الباشا الموجعة ، ولم يتمكن من حصد مقاعد نيابية فوصل الباشا وحيدا من كتلته الأمر الذي عزاه المراقبون إلى مؤامرة من حكومة النسور ، وهو ضالة المفسرين في تفسير موقف الباشا من الحكومة وفريقها الوزاري الذي يكاد يتجاوز موقف الحراك والربيع والشارع .
يعتبر الباشا سياسيا بارعا اعتلى سدّة السبق على الساحة السياسية المحلية وحظي بإقبال غير مسبوق ، تجمع حوله الكثير ، واستطاع احتضان طيف كبير من الجنرالات والوجوه ، واستطاع خلق قيادات حزبية وسياسية وعشائرية جديدة ،إذ تمكن من خلق شخصيات لا تمتلك أرصدة شعبية ومالية وعلمية لتصطف في مقدمة أوائل الصفوف ، حتى جعل من باعة الأغنام والبقدونس حالات خاصة .
في السنوات الماضية تمكن الباشا من تأسيس حزب موازنة وردع لحزب " الأخوان المسلمون " ، وتمكن من اجتياز عقدتهم داخل البرلمان وتوجيه عدة لطمات لهم في مواجهات كسر عظم ، واعتبروه انه خاض المعركة بالإنابة عن النظام ونجح ، مما كأثر الأعداء من كل الأطياف وكالبهم عليه ، ولم يفلح في الحفاظ على ورقة النظام لصالحه فخسر الرهان ، لأنه لم يتمكن أو لم يرغب بالمناورة بالتقارب باتجاه المعارضة ولو خطوة واحدة .
اعتبر أن حالة الفوضى التي عاشها الأردن من عنف عشائري وجامعي كانت بسبب غياب بعض القوى الوطنية الفاعلة عن الساحة ، مما ترك البوصلة تجري دون استشعار ، لان استبعاد الحزب والباشا كانت جزء من حالة مرضية، رأت فيها القوى تهميشا وتحييدا وتجميدا لنفوذ القوى العشائرية ، وكانت انطلاقة مصطلح الديناصورات جزء من توليفة المرحلة، بينما تم تقديم اللبراليين والديجيتاليين وأطياف أخرى كبديل لقيادة دفة الأمور وأهملت القواعد العشائرية ، فحصلت حالة الفوضى ، لان النموذج الاجتماعي في الحكم في الأردن احدي دعائم الأمن وقوة النظام ووجوده في الأردن ..
لست بصدد كيل المدح ولا القدح لشخص الباشا وحزبه فهو لا يحتاج إلى ذلك في الحالتين وله من المحبين والأصدقاء والمقربين وان لست سوى خالي الطرف محايدا أسعى للتحليل للفهم وإيصال الرسالة للنظام أولا والشارع ، وانصح وارى انه كان من الخطا المغامرة وإخلاء وتفشيل محاولة ممتازة ترسخ العمل الحزبي وتخلق البعد الوطني والانتماء ..
اليوم نعاني من فراغ قوى وطنية فاعلة تحتل مكانة الباشا في حالة غيابه وفي حالة وقوع الإخوان فريسة الرأي العام والإقصاء ومن هنا اعتقد ان حالة الغياب هذه تشكل عقدة الحل للإصلاح السياسي على ساحتنا الوطنية لأنها مدعاة للتفكير ألف مرة لكل من يسعى لتأسيس جبهة قوية داخليا ؟!