الوجع العراقي بين عناد الحجّاج وطائفيّة المالكي

 
هو كليب المُكنّى الحجّاج بن يوسف الثقفي(660 – 714 م ) قال في خطبته العصماء الشهيرة في الكوفة انا بن جلا طلاّع الثنايا متى اضع العمامة تعرفوني ومن لا يعرف الحجّاج الذي قيلت فيه الروايات والقصص بعضها صحيح والكثير منها فيه تجنِّ عليه .
ذلك هو العراق بلد العبّاسيّين والرافدين والنخيل والنفط بلد متعدّد الاعراق والطوائف والاديان متكرِّر الاوجاع بالرغم من تميّزه بالحضارات والثقافات على مر العصور .
ومنذ بدايات القرن الثالث عشر الميلادي حين اكتوت دولة العباسيين في العراق بغزوات التتر وهولاكو والعراق تتكرر فيه المآسي والاحزان .
ولنأخذ آخر اوجاعه منذ ثلاثة وثلاثون عاما وحتّى اللحظة منذ ان ظهرت نزعة فارسيّة قادتها ايران في حرب ضروس استمرّت ثماني سنوات حصدت عشرات الالوف من الجانبين وكل برأيه ذهب شهيدا سواء حمل مفتاح الجنّة او نسيه فوق الارض .
ولم تكد تنتهي الحرب في عام 1988 حتى اصطنع اعداء العرب وبمشاركة بعض العرب وبحضور الغرور العراقي حرب الخليج الثانية تحت اسم عاصفة الصحراء في عام 1991 والتي استعيدت فيها الكويت من الاحتلال العراقي وكانت حرب اممية شارك فيها ثلاثة وثلاثون دولة وبدأت عذابات الشعب العراقي تحت زيف اسلحة الدمار الشامل ووضع العراق تحت البند السابع في مجلس الامن الدولي وفرضت عقوبات شديدة على الشعب العراقي مما اضطر الكثيرون للهجرة وبقي الوضع صعب التحمل للشعب العراقي حتى احتل الامريكان بغداد في ربيع عام 2003 وقضى على القيادة العراقية واوجد حكّاما جدد حيث بدأ مسلسل الموت من جديد بعد ان نهب الامريكان والفاسدين من العراقيين نفط العراق ونخيله وطفت على السطح وبتغذية من القادة الجدد الخلافات المذهبية حيث شعر العرب السنّة ان حقوقهم سُلبت وان حكومة الشيعي المالكي قد اقصتهم عن المشهد السياسي العراقي .
وقد عانى العراقيّون وما زالوا حيث تشتّتوا في اصقاع الدنيا على شكل لاجئين ومشردين ومهاجرين وفي احسن الاحوال عاملين في خارج الوطن وكان ربيع هذا الشعب قاسيا جدا وطويلا جدا وبات نسبة كبيرة من الشباب الذي تولّد في بداية التسعينات والذي هو في سن الشباب المبكّر وفي سن المراهقة عاش سنين من الذل والتشريد والتفرقة المذهبيّة وهذا سيؤثّر على التركيبة السكّانية للعراق مستقبلا خاصّة على بقائه موحّدا بعد ان انفرد الاكراد بدولتهم وما زالوا يعملون على توسيعها .
وهذه الفترة الانتقالية الطويلة منذ عام 2003 وحتى الان والعراق به اكثر من مليون ونصف عنصر امني لا يستطيع ضبط الامن ومنع القتل والتفجيرات وقد رُفع اسم العراق عن البند السابع للعقوبات الاممية قبل اسابيع فقط ولكن الفساد ما زال يعشعش في عقول وجيوب بعض العراقيين
فربيع العراقيّين كان الاطول ووجعهم كان الاشد وقياداتهم كما هم بين العناد الثقفي وطائفية المالكي وقد تحمّلوا الكثير وما زالوا ينتظرون الفرج ويدعون في صلواتهم المشتركة ان يخلصهم الله من الفاسدين والمذهبيّين والطامعين في خيرات بلدهم .
حمى الله العراق بلدا موحّدا عربيا مسلما يحترم حقوق كل ابناء شعبه من جميع المذاهب والطوائف والاعراق وحمى ثرواته من النهب وحمى شعبه من اي اوجاع .
احمد محمود سعيد
23 / 7 / 2013