الملك ومبادرة الإفراج عن مرسي





تحدثت صحيفة الراية القطرية - الموالية بالفطرة والتبعية للنظام القطري والجزيرة للإخوان - في تقرير لها حول زيارة سيدنا لمصر المحروسة ، بان جلالته حمل مبادرة ذات أهمية قصوى في موضوع الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي ، خلال لقائه الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور ، بحضور نائب رئيس الجمهورية للعلاقات الدولية الدكتور محمد البرادعي، ورئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي، والنائب الأول لرئيس الوزراء وزير الدفاع والإنتاج الحربي، القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول عبد الفتاح السيسي، ، ووزير الخارجية نبيل فهمي، ورئيس المخابرات العامة اللواء محمد فريد التهامي ، ومستشار الرئيس للشؤون الإستراتيجية مصطفى حجازي .
بهذا الخبر يمتقع وجه جلاوزة السنة الإخوان في الأردن لما يحمله الخبر من مفاجأة معاكسة لتصريحاتهم ، والتي تنتج وتنم عن سلبية هائلة في عقليتهم وتفكيرهم ، وقد أعلنوا عبر قنواتهم وهّتيفتهم معارضتهم لزيارة سيدنا لمصر ، وذلك لأنهم اعتقدوا أن سيدنا ذهب " لمؤازرة " ما حصل في مصر من " انقلاب على الشرعية " ، وما حصل من " انقلاب عسكري " ، وهي سلبية التفكير المأزوم والاقصائي الذي يمارسه بعض أفراد الجماعة كنوع من حالة القلق وضيق الأفق السياسي ، كما وإنها نوع من التسطيح وبكاء طفولي لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء ، وهم يعيشون غياب الرؤية وضبابيتها حول الآتي كما يعيشون الهوة بين اليوم والأمس والواقع والمثالي أو الكائن وما كان وما سيكون والفارق كبير ؟!
لن تتمكن أم مصر الحنون المؤسسة العسكرية بقيادة السيسي إعادة " اللهاية " إلى حلق مرسي مهما بلغت الظروف – هكذا منطق الواقع – ، ومهما صرخ طفل الإخوان ، ومهما صعدت جماعتهم ، فما يجري ألان مرحلة مختلفة ، اعتبرها شخصيا ربيع إخواني بامتياز بغض النظر عن تعديه عليهم وظلمه لهم أو عدله ، لكننا نتمنى أن لا يقعوا في مصيدة الدموية والمواجهة مع الجيش، لأنهم فقدوا الكثير من شعبيتهم وأنصارهم والحماس الجماهيري ، لهم بعد إخفاق عمدتهم مرسي ، ولا أقول فشله ، بل عدم قدرته في إرضاء وإرواء عطش الشارع المصري و " فش غلهم "، تجاه القضايا المختلفة مصريا وعربيا ودوليا ، وقد كان الناس علقوا كبير آمالهم على العمدة مرسي فخذلهم ، ولا أقول هنا أن مرسي فشل أو انه قروي أهبل كما كتب البعض ، لان المصريين المناوئين له كانوا في جزء منهم من مؤازريه ، ولكن لان توقعات المصريين ارتفعت كثيرا وعلت في أن يكون صاحبنا محمد مرسي عبد الناصر فكان محمد مرسي اقل من مبارك !
خبر الراية القطرية يفرك الملح في عيون بعض متنطعي الإخوان الذين بادروا صارخين بأعلى أصواتهم مكاءا وتصديه رافضي زيارة سيدنا ظنا أنها لتأييد الاستقواء ودعم مزيد من فرد العضلات وإشهار العصي الغليظة في وجوه الإخوان فجاءت مخيبة لتصريحاتهم وفحيح أوداجهم .
أرى مرجحا ضرورة تحكيم العقل والأناة وأهمية عودة الجماعة ولعق تفالهم وظهر الملك ودعم المبادرة لأنها بحق تعيد لهم ماء وجه الأخوان في مصر والأردن ومن شانها ان تخمد نار الفتنة التي توشك أن تقع في الهشيم ، لان مبادرة سيدنا عظيمة تستحق التقدير من هذا الوجه .
على ذمة الراية أن المبادرة قوبلت بالرفض فيا ليتها قبلت ؟!