حزب الله في قائمة المنظمات الإرهابية

من الأمور التي برزت على الساحة السياسية في الآونة الأخيرة هو إدراج حزب الله اللبناني في قائمة المنظمات الإرهابية ولعل إدراج هذا الحزب ضمن المنظمات الإرهابية كان يأخذ طابع ضيق ومحدود وتدعو له بعض الدول ولكل منها تفسيراتها وأدلتها وقناعتها وكانت من ابرز تلك الدول التي صنفت حزب الله كمنظمة إرهابية هو البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي وفرنسا والولايات المتحدة وكندا وهولندا وإما استراليا والمملكة المتحدة اعتبرت فقط الجناح العسكري لحزب الله منظمة إرهابية

بعد عام 2006 اعتبر معظم العرب ان حزب الله مقاومة وطنية لكن هذا الوضع تغير ولم يستمر بعد اتهام الحزب باغتيال الرئيس اللبناني الأسبق رفيق الحريري حتى انه في عام 2009 وضع الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك الحزب كمنظمة إرهابية

وبعد الأحداث الأخيرة في سوريا تزايدت الأصوات المطالبة بضم حزب الله ضمن المنظمات الإرهابية وكان من ابرز تلك الأصوات هو الاتحاد الأوربي وكذلك منظمة الايسيسكو وهي منظمة إسلامية مكونة من 51 دولة , أكدت هذه المنظمة في بيان لها أن حزب الله يتشدق بشعارات مقاومة إسرائيل التى ثبت زيفها ويستمر فى مساعدة النظام السورى على قتل وإبادة شعبه. وأكدت الإيسيسكو أن شعوب العالم الإسلامي تعرف بشكل واضح الحقائق البشعة التي يحاول الضالعون في قتل الشعب السوري لوي أعناقها ، وترى الأحداث المرعبة كما هي دون تمويه ولا تدليس. ودعت الإيسيسكو أعضائها والمجتمع الدولي إلى " تحمل المسؤوليات الأخلاقية والقانونية بعد أن حصحص الحق وتكشفت الأمور لوقف هذه الحرب الطائفية المقيتة المعلنة على الشعب السوري من النظام الحاكم في سوريا ومن يدعمه ويشارك معه من القوى الطائفية الإقليمية، وعدم ترك الشعب السوري،الذي قتل منه أكثر من مائة ألف شخص وشرد وهجر أكثر من مليوني شخص ودمرت مدنه وقراه ومآثره الحضارية، فريسة لهذه القوى الطائفية المصممة على إشعال الفتنة والأضرار بمصالح الأمة الإسلامية وإدخالها في دوامة من الاقتتال والفوضى والاضطراب

وبعد النداءات الأخيرة المطالبة بضم حزب الله في قائمة المنظمات الإرهابية خرجت بعض الأصوات من هنا وهناك تعترض على هذا القرار وتدعوا ان يشمل القرار أيضا الجيش الحر ولكن هذا الادعاء لم يصمد كثيرا أمام الوقائع والثوابت التي تصنف المنظمات الإرهابية على اعتبار ان الجيش الحر لم يتدخل في شؤون دولة اخرى او دولة مجاورة واذا اخذ هكذا إجراء فانه يجب ان يصنف كل جيش او حزب او حركة او شعب يثور ضد حكامه في قائمة الإرهاب وان كان هذا الحاكم يقتل شعبه من اجل الحفاظ على منصبه ومصالحه الحزبية والفئوية , وان أي محاولة لضم الجيش الحر في لائحة المنظمات الإرهابية فانه سيفتح الباب لجعل كل الثورات العربية وقادتها منظمات إرهابية .

ولعل المعارك الأخيرة في سوريا ومعارك القصير ومساندة بشار الأسد في قتل الشعب السوري وانتهاك حقوق الإنسان دليلاً دامغا على وضع حزب الله اللبناني في القائمة السوداء وفي لائحة المنظمات الإرهابية