التخلص من نموذج الغساسنة والمناذرة(التبعية للأخرين)

قبل الفتوحات الاسلامية لبلاد الشام والعراق وبلاد فارس كان العرب الغساسنة تحت نفوذ دولة الروم وعرب المناذرة تحت نفوذ دولة الفرس وفي ظل هذين النفوذ ين كان العرب عبارة عن اتباع ليس لهم لا حول ولا قوة ويستخدموا كوقود لصراع فارس مع الروم وعندما جاءت الفتوحات الاسلامية وهزمت فارس والروم استقل العرب وتخلصوا من التبعية وأصبحوا في ظل الاسلام العظيم أمة ذات حضارة لها قوتها وعزتها ومكانتها واحترامها بين الامم.لكن للأسف بعد انهيار الخلافة الاسلامية وأبعاد حكم الاسلام عن شؤون الحياة عادت الامة لنموذج التبعية للآخرين وهذا التبعية ناتج طبيعي لفعل عدم تحكيم الاسلام لان الله عز وجل قال( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ) وقال الفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنة( كنا أذلاء، فأعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله.) نعم هي خير امة وعزيزة حين يكون الاسلام منهجها في جميع شؤون الحياة وليس في العبادات فقط.اما هذه الايام وعندما ضعف منهج الاسلام في نفوس ألأمة فأصبح منها ما هو تابع للغرب الامريكي ومنها ما يدور في فلك الشرق الروسي الشيوعي ومنها ما يتبع لإيران الفارسية التي تدعي الاسلام والإسلام منها براء وان كل هؤلاء من غرب وشرق وفرس(انا اقصد هنا النخب الحاكمة وليس الشعوب لان الكثير منها متعاطف مع قضايا المسلمين)وان اختلفوا فيما بينهم فأن هناك عامل حاسم يجمع بينهم وهو عالم عربي اسلامي مفكك ضعيف حتى يسهل تنفيذ مشاريعهم بكل سهولة ويسر وأنهم لا ينظرون الينا ألا ككعكة يجب تقاسمه ووقود لتنفيذ مشاريعهم التي تستهدف هوية وعقيدة الامة...يجب ان يدرك جميع ابناء الامة من حكام ومحكومين ونخب وهيئات ان ليس للأمة منعة وعزة ألا بالإسلام الحضاري العظيم وعلية يجب ان تنضوي هذه ألامه العظيمة تحت مشروع عربي اسلامي حضاري مبني على مرجعية القران والسنة والمواطنة و احترام الاخرين على مبدأ( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ) ويكفل له حريته وعزتها ويضبط العلاقة بينها وبين الامم هذه العلاقة التي يجب ان تكون على اساس الندية والمبادئ والأخلاق والقيم النبيلة والاحترام المتبادل وليس التبعية وعلاقة قوي مع ضعيف..... بالمناسبة ليس النظام الرسمي العربي فقط من اصيب بمرض التبعية للآخرين فهناك احزاب لا يعنيها مصلحة بلاده وأمته الاسلامية لا من قريب ولا من بعيد ورضيت بفعل المال السياسي القذر والتقارب الفكري العقدي الفاسد ان تكون ادوات طيعة لتنفيذ مشاريع خارجية فمنها علمانية معجبة برعاة البقر الذين فعلوا الافاعيل في العراق وأفغانستان ودعمهم ألا محدود للدولة الصهيونية ومنها يسارية معجبة بالدب الروسي الشيوعي الذين قتلوا الملايين من المسلمين في غرو زني وأفغانستان والشيشان ومن هذه الأحزاب ما هو مغرم جدا الى درجة العشق والهيام بالعمامة الايرانية التي تدعي انها محور للممانعة وبنفس الوقت لولا هذه العمامة الشيطانية ما سقطت كابل وبغداد.