معالي الوزير ... الجمارك بحاجة الى رعاية ودعم


د. فيصل السرحان

يؤسفنا حقا ما آلت اليه الاوضاع في دائرة الجمارك ، والتي تمثلت مؤخرا في اضراب العاملين فيها وتوقفهم عن العمل ، وما تفسير لجوء موظفيها الى الاضراب الا وجود معاناة وخلل حقيقيين في التعليمات والانظمة التي تحكم عملها ، والتي طالت مؤخرا المساس بحوافز منتسبيها الذين يستحقون جل الرعاية والدعم ، وما احوجهم اليها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها ، وهم الذين يتعرضون يوميا" لشتى صنوف المغريات بسبب طبيعة عملهم ، فلماذا يا صاحب المعالي هذا التعدي على حقوقهم ومكتسباهم التي اذا ما قورنت بغيرهم تجدها الاقل ، والاكثر غبنا" ؟! 
 
معالي الوزير ، ان من ابرز استراتيجيات وفنيات التعامل مع هكذا أزمات ( الحوار والتواصل مع المضربين ) ، فهؤلاء هم ابناء الاردن ويستحقون الاستماع لمطالبهم والاستجابة لها ، كيف لا ؟ وهم يؤدون واجباتهم بشكل ملفت وباقتدار على المنافذ البرية والجوية والبحرية والمراكز الداخلية على مدار الساعة ، فهم يؤدون واجبات أمنية ومالية واجتماعية واقتصادية ، ويمارسون اعمال دوائر اخرى ويقومون مقام موظفيها ، اليسوا هم الذين يشاركون برفد خزينة الدولة ، ويحاربون كل صنوف التهريب ويحمون المجتمع من الامراض الاجتماعية ويشاركون في نهضة الاردن الاقتصادية والتنموية ، أفلا تشفع لهم هذه المهارات والقدرات والواجبات بأن يتحصلوا على امتيازات وحوافز تقيهم شغف العيش والابتزاز ؟
يكفينا يا معالي الوزير تلك السمعة الطيبة التي غرسها موظفي الجمارك عن دور واداء دائرتهم وبلدهم محليا" واقليميا" ودوليا" ، فالجمارك الاردنية وبفضل همة منتسبيها ودعم جلالة الملك لها كانت وما زالت من الدوائر العربية الفعالة في منظمة الجمارك العالمية ويشار لكوادرها بالبنان من حيث الاقتدار والهمة فقد صدرت الخبراء في العمل الجمركي لهذه المنظمة وادارات الجمارك العربية المختلفة وما زالت الشواهد دالة على ذلك من منتسبيها المعارين لدول الخليج العربي على وجه الخصوص . دائرة الجمارك بحاجة الان الى مراجعة شاملة في انظمتها وتشريعاتها والعناية بالمورد البشري فيها بالمقام الاول ، فكن يا معالي الوزير الداعم والساند لها ولا تقتل فيها روح الابداع والانتماء كما حاول غيرك . 

فبالحوار الدائمة قنواته والمكاشفة الشفافة ، والاستماع للمطالب والرغبات تتقلص فضاءات الانغلاق ومحاولات كسر العظم ، فانت يا سيدي مدعو الآن الى فتح حوار حقيقي مع قادة الاضراب في دائرة الجمارك وبشكل مستمر ، تسوده روح المسؤلية والتصميم على ايجاد مخرج يلبي طموجات وتطلعات جميع الاطراف ، فكفى الاردن مناكفة وجلد للذات ، سمعتنا غدت على المحك ، فآن الاوان ان نضع مصلحة الاردن واهله فوق كل الاعتبارات .
حمى الله الاردن واهله ومليكه