"المفرقعات النارية".. تقلق راحة السكان وتهدد حياة الأطفال


اخبار البلد
يبدو أن فرحة الاطفال بالألعاب النارية والتي كانت محصورة بـ "الأعياد" امتدت لتكون في كافة أيام شهر رمضان المبارك. وتنطلق صفارات الالعاب النارية قبل ساعات الافطار في الشوارع العامة وفي الزقق السكنية وما بين العمارات لتكون على مرأى ومسمع كثيرين، ما يشكل فوضى عارمة وازعاجات، فضلا عن أنها تسبب الأذى للأطفال والمارين بالطرقات.
ويشتكي عدد كبير من الأفراد والأسر من سلوكيات هؤلاء الاطفال الذين لا يكتفون باللعب في النهار، إنما يمتد الى ما بعد الافطار مباشرة ولساعات متأخرة من الليل من دون أي مراعاة أو توبيخ من عائلاتهم.
فاتن محمد (32 عاما) لم تتوقع ما حدثت معها في أول أيام الشهر الفضيل عندما قام أطفال الحي بالقاء واحدة من الألعاب على سيارتها، الأمر الذي سبب لها "الرعب" من حدوث حريق لا سمح الله..
هذا الموقف دفع فاتن لايقاف السيارة على جانب الطريق والنزول الى الاطفال وتوبيخهم بشدة لنهيهم عن التصرف الذي كاد أن يتسبب بأذى كبير، الا أن الأطفال وفق ما تقول، لم يستمعوا الى ما قالته وفور عودتها مباشرة للحي قامو باطلاق الالعاب النارية من جديد.
وتلقي فاتن اللوم على الاهل الذين لا يهتمون بما يقترفه أطفالهم من ازعاج وأذى بأنفسهم وبالآخرين وعدم تنبيههم الى سلوكياتهم الخاطئة.
وعلى الجانب الآخر يقول أحد اصحاب المحال التي تبيع "المفرقعات"، وطلب عدم الكشف عن اسمه، أن هناك أنواعا كثيرة من مفرقعات ومسدسات تحتوي طلقات وخرزا؛ ويطلبها الصغار في المناسبات، مؤكدا ان الطلب خلال شهر رمضان الحالي ازداد بشكل كبير.
وتطرق إلى الحديث عن الألعاب النارية للأطفال التي دائما ما تطلب، موضحا توفر أنواع رخيصة غالبا مصنوعة جميعها بالصين، ويمنع بيعها علانية في جميع المحلات، الا ان بعض المستوردين والموزعين ينجحون في توريدها لكونها تضخ ربحا عاليا على جميع التجار بسبب الهوس بها.
من جهته يبين الناطق الاعلامي باسم مديرية الأمن العام الرائد عامر السرطاوي ان المديرية "ليس لها دور بمراقبة المنتجات وبيعها" مؤكدا أن ما يتم أخذه بعين الاعتبار المشاكل التي تحصل بين الافراد والتي يكون سببها اللعب بالمفرقعات والالعاب النارية.
وتقع المسؤولية الكبرى على الاهل وفق السرطاوي، الذي يرى ضرورة حث الابناء على عدم استخدام تلك المفرعات و"الفتيش" لعدم الحاق الضرر بالآخرين والتسبب بالازعاجات والاضرار.
ويجتمع الطفل عبادة (11 عاما) ورفاقه يوميا بعد الافطار عند بقالة في أحد احياء عمان الشرقية، حيث يقومون بشراء المفرقعات والألعاب النارية الخطرة ويستخدمونها مباشرة في الشوارع، وأحيانا لتهديد أطفال آخرين بالحي وتحذيرهم بعدم الاقتراب منهم.
ويقول عبادة بفرح "كثير أنا بحب"الفتيش" وأنا بجمع كل مصروفي حتى أشتري أنواع جديدة يكون صوتها أقوى، وبصير أنا وصحابي نتبارى مين إلى بجيب أشياء احلى وصوتها أعلى بالحارة والوانها ضاوية اكثر".
ويعترف عبادة أنه وأقرانه يتعرضون للتوبيخ من قبل الأهل والجيران في الحارة بشكل شبه يومي، الا انه يحاول اللعب احيانا بعيدا عن أعين الاهل.
وتؤكد ليلى أن خروجها هي وابنتها بعد الافطار أصبح خطرا نتيجة لعب أولاد الحي بمنطقة سكنها بالعاب نارية بشكل مزعج ومرعب. وتضيف ليلى أن الخلل يكمن في المحلات التجارية التي توفر مثل تلك المفرقعات للأولاد، مبينة ان على الاهالي ايضا مراعاة تربية الابناء على السلوك الصحيح بحيث اذا اراد الابن اللعب بالمفرقعات فعليه اختيار منطقة غير سكنية وبعيدا عن الاطفال.
ورغم الأجواء الحارة تبدأ يارا (26 عاما) مباشرة بعد الافطار باغلاق نوافذ المنزل كي لا تتأثر بالأصوات التي تملأ الشوارع بالألعاب، وصراخ الاطفال ومتعتهم باطلاق "الفتيش".
وتنصح المرشدة الاسرية مروة حسن الأهالي لكونهم المتضررين والمساهمين بالوقت ذاته بالمشكلة؛ بالعمل من خلال جمع الأبناء ونصحهم بعدم استخدام المفرقعات وتوبيخهم عند استخدامها وحرمانهم من مصروفهم احيانا ليستفيدوا من وقتهم باشياء تفيدهم ولا تضر بهم. وتضيف حسن أن على الأبناء أيضا زجر وتوبيخ الابناء اذا ما قاموا بمثل تلك السلوكيات التي باتت تزعج الاهالي والسكان وينتج عنها قلق وتوتر طيلة الوقت.
علاج المشكلة يكمن من خلال التكاثف الرسمي بمنع بيع المفرقعات وتغريم المتجاوزين، إلى جانب توجيه نصائح مباشرة عبر وسائل الاعلام في حث الاهل على اقناع ابنائهم بالاستفادة من وقتهم بأشياء لا تضر بهم وبالآخرين.