رؤيا الصحافه لمكافحة الفساد

من الجدير بالإشارة هنا إلى أن أول من طرح ظاهرة الفساد كإشكالية هما الصحفيان الأمريكيان (Lincolen Steffen)، والأستاذ الجامعي (Henrry J. Ford) في عام 1902؛ حيث ابتكروا صحافة التحقيقات بعد قيامهم بإجراء تحقيق عن انتشار الفساد في ست مدن أمريكية، وفي عام 1904 نشر (Lincolen Steffen) كتابًا يحتوي التحقيقات الصحفية التي أجراها باسم " عار المدن " (The Shame of Cities)، الذي أثار اهتمامًا واسعًا على الصعيد الأمريكي .
وعرّفت إحدى الصحف الفساد كما يلي : " هو قيام بعض الأشخاص بالقفز فوق كل اللوائح والقوانين والتشريعات، مما مكنهم من إضاعة حق الدولة في الملايين والمليارات، وذلك بمساعدة البعض من الذين استغلوا مواقعهم الوظيفية الحكومية أسوء استغلال؛ لتسهيل عمليات التربح السريع، مما أدى إلى تحويلهم إلى معاول هدم بدون النظر إلى العواقب أو الخسارة التي يتحملها المجتمع، وإلى أي مدى يضر بمصالح وطنية في هذه الظروف التي تحتاج أن يؤدي الجميع فيها ما عليهم من واجبات، بل من المستوجب الإفاضة في العطاء "، وعرّفت صحيفة أخرى الفساد : " هو استغلال الوظيفة العامة بهدف تحقيق أغراض خاصة، مما يترتب عليه إهدار المال أو تسهيل الاستيلاء عليه "، وجاء في تعريف الفساد أيضًا : " أن الفساد هو استغلال المنصب العام في التربح والكسب غير المشروع على حساب المصلحة العامة، مما يترتب عليه إهدار المال العام، وتبديد الثروة القومية "، ومن المهم أن تمتلك الصحافة تعريفًا للفساد ومظاهره وأشكاله؛ لأن الفوضى في محاربة الفساد والفاسدين تقوي مواقعهم، وتحتاج كمحارب للفساد إلى ثقافة قانونية واسعة وعلم وأخلاق؛ لأن المسألة ليست تصفيط كلام في الأرشيف، ومن هنا يحق لوسائل الإعلام الوصول إلى المعلومات من مصادرها المباشرة، وتعزيز الشفافية حول مختلف القضايا، ويجب أن يتوفر للصحافة الحرية والاستقلالية والديمقراطية، فالصحافة دون حرية لا تحارب الفسـاد؛ لأن الإعلام هو سلطة رقابية وسلطة رادعة، ويعترف المجتمع الدولي بحرية الصحافة والصحفيين، إلا أن هناك العديد من القيود لا زالت تفرض على العمل الصحفي، وإنني مع فرض بعض القيود المخففه على الصحافة ؛ لأن للصحافة ألوان وأجندات تخدم رأس المال أو اللون السياسي التابعة له، ويجب أن نفرق بين الإعلام الخاص والإعلام الحكومي، وأصبح المواطن الأردني والعربي على مستوى فكري لا يمكن إقناعه أو خداعه بسهولة من خلال الصحافة والإعلام، خاصة عند تناقض المعلومات الصحفية، ويمكن أحياناً ضلوع الصحافة في الفساد من خلال الأعمال الإجرامية أو الجاسوسية أو تلقي الرشاوي، ويلعب الصحفيون المحققون دورًا كبيرًا في الجهود المبذولة لمكافحة الفساد، وقد لقي ثلاثة منهم حتفهم خلال إجراء تحقيقات صحفية للكشف عن بعض قضايا الفساد .