أفرجوا عن معتقلي الحراك

ليس من اللائق أن نعود في كل مرة للمطالبة بالإفراج عن معتقلين من الحراك الأردني لا ذنب لهم إلا أنهم يطالبون بالإصلاح.
هذا السيناريو يجب أن يتوقف لأسباب أهمها انه بات مبتذلا مفهوم المآلات والنتيجة، ولا فائدة منه الا إيغال صدور هؤلاء الشباب على النظام السياسي.
اعتقال هشام الحيصة وباسم الروابدة وثابت العساف وطارق خضر هل هو منطقي او وطني؟ هذا السؤال نطرحه على المسؤول الذي قرر اعتقالهم ووضعهم تحت عناية محكمة أمن الدولة المتنازع عليها اصلا.
باي ذنب يوضع هؤلاء وراء القضبان وتعطل اعمالهم ومصالحهم وتتوقف دراستهم وهم لم يرتكبوا الا جناية المطالبة بالاصلاح.
حتى ولو اخذتهم الحماسة قليلا نحو مزيد من الرغبة بالاصلاح فهل من المبرر حبس الاحرار في سجوننا، التي تخلو الى اليوم من الفاسدين الكثر المترامين في أحضان الوطن دون سؤال.
وتصلنا الاخبار ايضا انهم يتعرضون في سجنهم الى المضايقات ويصنفون على انهم مجرمون خطرون فأي عبث وأي تلاعب بمفاهيمنا يجري هناك.
من قرر اعتقال هؤلاء الشباب أساء لصورة البلد التي لا زلنا نقدر أنها لم تقتل معارضا ولم تسفك دما ولم تغلق باب سجن على رافض للادارة فيها.
ثابت وزملاؤه ووفق ما نسمع من أخبار عنهم يعيشون حالة معنوية كبيرة رغم القسوة والاهانة والظلم، لكننا نقول ان الظلم يضرب الولاء وقد آن للعابثين ان يتوقفوا.
بعد كل هذا وذاك نطالب وبقوة الحجة ومن منطلق الوطنية والانسانية بسرعة الافراج عن كل معتقلي الرأي في الاردن، ومنهم هذا الرباعي الاصلاحي.
ونتمنى ان يتوقف ملاحقة الاحرار وان ندعهم وشأنهم لانهم هم وحدهم الذين يلتقطون الاشارات السلبية التي تسيء للوطن، وهم وحدهم من ينبه عليها ويجعلنا اكثر قدرة على تجاوزها.
السجون لن تخنق فكرة ولن تقتلها، وقد اثبتت التجارب ان الحبس يجعل الناس رموزا، ونحن لسنا بحاجة لعلاقة جدلية صراعية بين الدولة والحراك، تقوم على الاقصاء فقد تغيرت الدنيا ولم يعد ذلك يجدي نفعا.
أفرجوا يا اصحاب الشأن عن المعتقلين واعيدوهم الى رحابة الوطن وطلاقته؛ والا سنفرخ نتيجة ذلك نقمة نحن بغنى عنها؛ فقد بلغ السيل الزبى وكفى.