لعبة الأمريكان في إفشال الإخوان

الأردن الرسمي مؤيد وداعم لانقلاب الجيش في مصر على الرئيس المنتخب، ومعه في الموقف الزمر التي تدور في فلكه من نخب تقليدية وإعلاميين ونواب وسياسيين. مقابلهم ضد الانقلاب بشكل أساسي جماعة الإخوان المسلمين، وإلى جانبهم نخب سياسية مستقلة وحزبية وصحافيون. في حين ينقسم الشارع الأردني عموما بين الموقفين انطلاقا شخصيا، او لجهة طرف كرها بالاخر او قلة ثقة فيه.
الأردنيون من مستوياتهم كافة يهتمون بالسياسة ويتخذون مواقف مما يجري حولهم والعالم، ولا فرق في ذلك بين العاملين في السياسة والشأن العام من رسميين ومعارضين ومستقلين، وبين المهنيين والصناعيين وعمال الزراعة ومجمل العامة بدون تمييز بين جامعي او سادس ابتدائي. والحال يعني ان موقف الأردنيين موزع ما بين الجهة الحكومية والحركة الاسلامية، غير ان الغلبة عدديا ليست واضحة ودائما يتم الالتفاف عليها او اظهارها عنوة أنها لجهة الرسمي.
الأردن الرسمي اخذ موقف الشارع الأردني من غزو العراق بالاعتبار ولم يشارك قوات حفر الباطن، ومما يجري في سوريا الان موقفا باطنيا بلا اكتراث كبير لموقف الشارع طالما انه منقسم بين النظام والمعارضة، في حين لم نجده يوما اكثر وضوحا فيما يخص مصر. فهو عندما فاز محمد مرسي بالرئاسة تعامل معه بفتور وباقل الكياسة الديبلوماسية رغم المصالح مع مصر، ولمّا وقع الانقلاب كان اول المهنئين، والامر لافت لجهة الوقوف على المعلومة الخاصة بالحسم النهائي لشكل الحكم في مصر، ولولا ذلك لكان وسطيا او باطنيا.
منذ اليوم الاول لتسلم مرسي مقاليد الرئاسة بالانتخاب انطلقت المعارضة ضده لافشاله ووضع الاخوان المسلمين في خانة الاتهام، وخلال عام كامل انشغل الحكم المنتخب أكثر ما يكون مع المعارضة، وليس بالعمل وتنفيذ البرامج، ما فاقم من أزمة ومشاكل المصريين الحياتية، ولم يكن خافيا أن الامر مقصود لوأد تجربة الإخوان بالحكم في مهدها، وما يجري الان من تطورات استكمال لها وتهيئة لمعادلة اخرى يكون الاخوان فيها ليسوا الرقم المهم. وهنا مربط الفرس تماما، فطالما ليس مسموحا لهم في مصر والقرار ليس مصريا فإنه لن يكون مسموحا لإخوان الأردن ايضا، وحتى لإخوان سورية في أي لحظة تحول ما فيها.