رئيس الوزراء ينظر إلى الموازنة ولا ينظر الى الشعب



لا أحد منا ينكر أن رئيس الوزراء يعتبر مفكراً وعالماً اقتصاديا ذو خبرة وحنكة اقتصادية يضاف الى ذلك تاريخه المالي النظيف و يعزز من رصيده ايضا قدرته على الاقناع بما هومقنع و غير مقنع ولكن هذه الإيجابيات مجتمعة لا تكفي لقيادة الدولة الاردنية والتعامل مع حالتها المعقدة فرئيس الوزراء ينظر فقط الى الموازنة ويتعامل معها بذكاء ونظافة ولكنه أغفل ركناً أساسياً هاماً هو الشعب الاردني ونسي أنه ولولا هذا الشعب لما كان هو موجود في هذا الموقع ولما كانت الموازنة مطروحة وتناقض مع نفسه عندما كان نائب فقد كان في السابق يتعامل مع نفس الحالة وينظرإلى الشعب أولا ويراعي خصوصيته وبعد ذلك يحاول تركيب ما يمكن من الموازنة على تلك الحالة
أن ما نشهده يعتبر ظاهرة خطيرة وغير صحية ويبدو أن هناك شيء لا نعرفه يفرض على كل من يجلس على كرسي الرئاسة أن يتجاهل هذا الشعب وينحاز إلى الأرقام الحكومية المجردة والتي ليس لها طعم ولا لون بدون هذا الشعب وإن الجشع الحكومي والمتمثل في الاهتمام و التركيز على الخزينة فقط متجاهلين أركان اللعبة الاساسية الاهم لا يعد خيارا ومسلكا حكوميا موفقا لهذه الحقبة الزمنية الحرجة فعندما تقرر الحكومة رفع أسعار البطاقات الخلوية من خلال التخندق الى جانب شركات الاتصال ضد هذا الشعب والتضيق عليه كبديل لتأخير رفع بعضاً من فواتيرالكهرباء ان هذا الاسلوب والتصرف الحكومي غير جائز وكان أحرى بالحكومة أن تقف الى جانب هذا الشعب ضد شركات الاتصالات التي أكلت الأخضر واليابس ولكن صمت هذا الشعب وضعفه أدى بالحكومة إلى تكرار هذا السلوك الجائر والذي عمل ثقبا اضافيا في جيوب المواطنين
ان ما سبق ذكره يوجب على الحكومة أن تنتبه إلى صعوبة وخطورة السير في المناطق الوعرة وأن تتوقف عند الإشارات الحمراء وبعكس ذلك فإن النتائج قد تكون صعبة وقاسية على الحكومة وعلى الشعب معا وبشكل مفاجئ وبدون انذارات وفي أي وقت من الأوقات حيث سيكون من الصعب على الحكومة التراجع والعودة الى الوراء ومعالجة تلك التداعيات
الاصل في الحكومة ان تنظر الى هذا الشعب بعينها وعقلها وقلبها وجوارحها قبل أن تنظر إلى صندوق الخزينة وإلى أرقام الموازنة المجردة
اذا ما رغبت المحافظة على هذا الوطن وديمومته شامخا وهذا يتطلب من دولة الرئيس أن يعيد النظر في سياساته و طريقة تعامله مع الحالة الاردنية بحيث يعود و يراعي وينحاز إلى المكون الرئيسي لهذه الحالة وهو الشعب الاردني سائلا العلي القدير أن يحمي هذا الشعب ويلهم دولة الرئيس طريق الصواب في إدارته لشؤون البلاد إنه نعم المولى ونعم النصير