«التسول» في اربد .. ظاهرة تنشط في «رمضان» وعجز حكومي ومجتمعي عن معالجتها

 

أخبار البلد
طالب مواطنون في مدينة اربد بتشديد العقوبات على المتسولين الذين باتوا ظاهرة عجزت كافة الحلول السابقة عن وضع حد لها بسبب ضعف التشريعات التي تعاقب على التسول والتشرد خاصة فيما يتعلق بالأطفال .

وشكا المواطنون من استفحال هذه الظاهرة منذ بداية شهر رمضان المبارك في ظل غياب تام لكافة الجهات المعنية في مكافحة هذه الظاهرة التي باتت غطاء للكثير من الأعمال الخارجة على القانون مثل السرقة وغيرها من الأعمال التي أصبحت تهدد الأمن الاجتماعي بمخاطر عدة إذا لم يتم معالجتها فورا وبحزم .

مسؤولو الدوائر المعنية في محافظة اربد ألقى كل منهم بالمسؤولية على الآخر، ففي الوقت الذي يشكو فيه مدير التنمية الاجتماعية ليث أبو عويضة من قلة الموظفين والباصات والسيارات للعمل للحد من هذه الظاهرة وعدم تعاون الأجهزة الأمنية وقيام هذه الأجهزة بتحرير مخالفات بحق سيارات المديرية أثناء قيامها بالواجب إضافة الى اضطرار هذه السيارات لنقل المقبوض عليهم الى جهات خارج المحافظة مما يشل عملية مكافحة هذه الظاهرة .



قائد امن إقليم الشمال العميد عاطف السعودي قال في اجتماع المجلس التنفيذي الأخير: إن الأجهزة الأمنية تقوم بتامين التغطية الأمنية لموظفي الدوائر المختلفة خلال قيامهم بواجباتهم في الميدان وان مكافحة التسول من واجب وزارة التنمية الاجتماعية وان الأجهزة الأمنية جاهزة لتقديم كافة التسهيلات للحد من هذه الظاهرة المقلقة .

واجمع باحثون اجتماعيون ومختصون على ان التسول أصبح مهنة وليس حاجة وفقرا مدللين على ذلك بتقسيم المدينة الى مناطق بين المتسولين بعضهم يتواجد على تقاطعات طريق اربد الحصن لا يفارقونها وآخرون على تقاطع مبنى الحاكمية الإدارية وآخرون في شارع الجامعة كل في اختصاصه يتناوبون على هذه الأماكن إضافة الى صحن المدينة ناهيك عن استباحة المتسولات المنقبات للأحياء السكنية إضافة الى ظهور فتيات يافعات يرتدين احدث الأزياء يقمن بالتسول بطرق احتيال مختلفة خاصة على الشباب اليافعين .

واجمع هؤلاء المختصون ان هذه الظاهرة باتت تشكل خطرا حقيقيا على الأمن الاجتماعي نظرا لما يصاحبها من أعمال مخلة بالقوانين والأعراف والعادات .. مؤكدين أن التسول ظاهرة مزعجة جدا وبخاصة عندما تبدأ مجموعة من الأطفال وبأعمار مختلفة بالركض والحركة بين السيارات عند توقفها على الإشارات الضوئية تحت أشعة الشمس الحارقة طيلة النهار، والى ساعات متأخرة من الليل، الأمر الذي يتسبب بعرقلة حركة السير عند هذه الإشارات، وتعريض أرواح هؤلاء الأطفال الصغار للخطر نتيجة حركتهم المتواصلة أمام السيارات المتحركة، وخاصة في الشوارع المزدحمة.

ويلاحظ المتجول في شوارع المدينة متسولين من الجنسين ومن مختلف الأعمار وأصحاب عاهات مختلفة إضافة الى عدد من المختلين عقليا الذين يثيرون الخوف والقلق بين الناس ناهيك عن اصطحاب بعض المتسولات لأطفال حديثي الولادة يعرضنهم الى أشعة الشمس الحارقة ساعات طويلة ، وبعضهم يقف بالقرب من اجهزة الصراف الآلي أو على أبواب البنوك ليقوموا بسرقة المواطنين خلال سحبهم لأموالهم من هذه الآلات أو من البنوك مباشرة ناهيك عن تسلل الكثير منهم الى المكاتب والمحال التجارية وسرقة كل ما يمكن ان تصل إليه أيديهم .

وقال مواطنون: إنهم كثيرا ما يشاهدون المتسولين والمتسولات ينتشرون في شوارع المدينة وأحيائها من خلال سيارات تقوم بتوزيعهم في ساعات محددة لتعود وتجمعهم في ساعات أخرى ليحل آخرون محلهم في عملية التسول .. كما ان بعضهم يتحايل على القانون لممارسة التسول من خلال عرض سلع رخيصة ورديئة مثل بيع العلكة والمناديل الورقية وغيرها للتستر على عملهم الأساس؛ وهو التسول .