"حسوني محيلان" شهيد شحنة القمح ............. فـــ " أتقوا " الله في الوطن ومسؤوليه

اخبار البلد : كتب / محلل الشؤون الاقتصادية -

 وزارة الصناعة والتجارة مثل خبز الشعير مأكول مذموم ، هذه الوزارة بالرغم من جهودها ونشاطاتها وعملها المنتشر في ارجاء الوطن عبر مؤسساتها ومديرياتها ودوائرها الا ان القليل يعلم ما هية الدور الذي تقوم به الوزارة والصلاحيات المنوطة بها والقرارات الصادرة عنها وقليل من يعلم أن المؤسسة الاستهلاكية المدنية مرتبطة بالوزارة وكذلك مؤسسة المواصفات والمقاييس ومؤسسة تشجيع الاستثمار ودائرة مراقبة الشركات والسجل التجاري ودوائر الجودة والرقابة بالاضافة الى الكثير الكثير من الدوائر والمؤسسات التي تقوم بعملها انطلاقا من علاقاتها الارتباطية بهذه الوزارة . 

الوزارة وخلال الفترة الماضية تعرضت لوابل من نيران الاتهامية والتشكيك ولا تزال خصوصا مع شحنة القمح الاوكراني الروماني البلغاري .. فالاتهامات حاصرت الوزارة والتشكيك هيمن على عملها ونال من الشخوص القائمين عليها واحبط من عملهم كون الوزارة اصبحت متهمة أمام الجميع بأن شحنة القمح التي سمح لها بالدخول مؤخرا ونحن على وشك تناولها ان لم يكن تناولناها بالفعل .. الوزارة حرمت من قول الحقيقة او منعت والصوت العالي كان يحلق فوق الجميع والكل اجر بهذه الشحنة وهذه الباخرة لدرجة اننا كنا بصدد اتلافها او رفضها او اعادتها علما بأن الجميع استل سيفه وامضى رمحه باتجاه الشحنة والوزارة معا . 

القضية وصلت الى هيئة مكافحة الفساد ومؤسسة الغذاء والدواء منعت جزء منها من الدخول والوزراء انقسموا حولها او تقسموا الى عربان وهناك من يقول ان ضحايا كثر لهذه الشحنة بعضهم ذهب وفيما ينتظر الاخرون دورهم وسط متاهة لم يعرف البعض سببها او نتائجها . 

وزارة الصناعة والتجارة كسبت الرهان والمعركة بعد ادخال الشحنة الى الاسواق وقرارها كان منسجما مع الواقع والحقيقة والنتائج المخبرية الجديدة اكدت صحة وسلامة موقف الوزارة والشحنة فالشحنة نظيفة وضمن المواصفات الاردنية والعالمية وليس عليها غبار باعتبارها انظف الشحنات التي دخلت المملكة . 

هنا يجب ان نستوقف عند رأي خبير وطني لديه سجل حافل من العمل الوظيفي والخبرة والمفهومية ويحتل منصبا رفيع المستوى في الوزارة وهو حسوني محيلان الذي كان الضحية الابرز لهذه الشحنة حيث تحمل ما تحمل من اتهامات وشتائم وسلبيات لهذه الشحنة لكنه بقي صامدا كالجبل شامخا كالطور ينظر الى الامام وعيناه على الوطن والمواطن غير مكترث بشلال التقارير التي تناولته واتهمته وحرضت ضده لانه يعلم ان الوطن مثل ساحة المعركة يحتاج الى شهداء ودم فكان شهيدا لهذه المؤامرة التي استهدفت الاردن والوزارة والغذاء وأمنه . 

محيلان ليس مجرد موظف فهو مؤسسة وطنية تقرأ من كتاب الاردن بحروفه الاولى وتسعى بأن يكون الاردن اولا حتى لو كان على حساب السمعة .. المحيلان لم يتحدث ولم يتكلم ولم يصرخ ولم يتألم ولم يتوجع لان الوطنية تقول هي ان تفعل وتعمل لا ان تنظر وتقول ، فصار منذ اليوم الاول مع موقف الوطن ونجح فيما كان يقوله لان الحقيقة لا تغطى بغربال مثلها مثل الشمس .
 
حسوني محيلان شخصية وطنية ومدرسة في تخصصها حققت نجاحا تلو النجاح للوزارة ومشاريعها وعطاءاتها فكان الحارس الامين على غذاءنا وخزينتنا ومائنا ، محيلان انتصر برأيه وموقفه وقرارته ليس لانه قوي وشجاع بل لان طريقه في العمل توازن بين المصلحة العليا ومصلحة الوطن . 

وأخيرا .. نتمنى دوما للمسؤولين في الصناعة والتجارة وغيرها من الوزارات ان يسيرا على خط حسوني محيلان الذي يتمتع بمصداقية عالية ودرجة اقناع اعلى وحافظ لدرسه ويعمل ويعمل من اجل وطنه وقيادته لذلك خطه مستقيم مع الله ومع الوطن ومع الاردن