فرعون مصر يحتضر

رجل إسرائيل عمر سليمان نائبا للرئيس

 

أخبار البلد - اضطر الرئيس المصري محمد حسني مبارك، إلى تعيين مدير المخابرات عمر سليمان نائبا لرئيس الجمهورية، في قرار مفاجئ وصف من طرف المتتبعين بأن مبارك يرتب آخر أوراقه الدستورية قبل أن يلقى مصير نظيره التونسي، زين العابدين بن علي، كما تم تكليف اللواء أحمد شفيق بتشكيل الحكومة الجديدة، خلفا لحكومة أحمد نظيف. وأظهر التلفزيون المصري مبارك وهو منهارا، بينما كان يسلم أوراق تكليف عمر سليمان بمنصبه الجديد، وسرعان ما أدى سليمان اليمين الدستورية كنائب للرئيس، وهو المنصب الذي بقي شاغرا منذ تولي حسني مبارك الحكم قبل ثلاثين عاما . ويوجد عمر سليمان في سن متقدمة، وقد بلغ 75 عاما .

 

واشنطن  تدعو  لتعيين  قائد  الأركان

ولقي قرار تعيين عمر سليمان نائبا للرئيس معارضة من طرف الولايات المتحدة الأمريكية، التي انتقدت ما وصفته تخبط الحكومة المصرية، وأفادت قناة الجزيرة عن مراسلها في واشنطن، أن إدارة أوباما طالبت بتعيين قائد أركان الجيش الجنرال سامي عنان، الذي قطع زيارته إلى واشنطن  على  رأس  وفد  عسكري،  بدلا  من  سليمان .

 

" ارحل  يا  مبارك  إقالة  الحكومة  كلام  فارغ "

ولم يتخلف المتظاهرون المحتشدون بمئات الآلاف في ميدان التحرير بقلب القاهرة، وعدد من المدن المصرية، في الرد على قرار تعيين الجنرال عمر سليمان، وأكدوا في لافتات رفعوها رفضهم للقرار مرددين عبارة "ارحل يا مبارك إقالة الحكومة كلام فارغ"، واعتبروه محاولة للالتفاف  على  ثورة  الشعب،  وألحوا  على  ضرورة  التغيير  الجذري  للنظام،  وليس  بعض  وجوهه فقط،  وتمسكوا  بالحق  في  التظاهر  إلى  غاية  سقوط  آخر  رموز  نظام  مبارك .

 

الجيش  يناشد  المتظاهرين

وأمام استمرار المتظاهرين في محاصرتهم لعدد من البنايات والمقرات الرسمية للدولة، على غرار وزارة الداخلية، ومبنى التلفزيون، أورد التلفزيون المصري في الساعة السادسة بتوقيت الجزائر، بيانا مقتضبا لوزارة الدفاع، ناشدت من خلاله المتظاهرين الالتزام بتدابير حظر التجوال،  ودعتهم  إلى  مساعدة  القوات  النظامية  في  القبض  على  من  وصفتهم  بـ " المخربين ".

 

فرار  وزراء  وقيادات  في  الحزب  الحاكم

ويأتي هذا في وقت تناقلت مختلف الفضائيات ووكالات الأنباء العالمية، فرار حاشية العائلة الرئاسية، وعدد من الوزراء الذين اشتغلوا في فترة حكم مبارك وقيادات من الحزب الحاكم، ورجال الأعمال المقربين من النظام، وتطابقت أخبار أوردتها كل من قناتي "الجزيرة" القطرية، و"بي بي سي" ووسائل إعلام بريطانية، فرار نجلي الرئيس، علاء وجمال مبارك، رفقة عائلتيهما الصغيرتين باتجاه لندن، إلى جانب وزير الداخلية المقال، حبيب العدلي، وعدد آخر من الشخصيات لم تسمها، عبر القاعة الشرفية رقم أربعة لمطار القاهرة الدولي.

 

أوباما  يدعو  مبارك  لعدم  استخدام  العنف  ضد  المتظاهرين

ومع اشتداد الأزمة على نظام مبارك، وموازاة مع "الهيجان" الشعبي ضد الرئيس، سارعت الدول الغربية إلى التخلي عن صديقها السابق، ودعوه إلى الإصغاء إلى مطالب المحتجين، والكف عن استخدام القوة ضدهم. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما لنظيره المصري، إنه يتعين عليه "اتخاذ  خطوات  " ملموسة "  للإصلاح  السياسي  والامتناع  عن  استخدام  العنف  ضد المتظاهرين  المعارضين  لنظامه ".

من جهتها، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان "الاستخدام المتواصل للقوة ضد المتظاهرين أمر مقلق للغاية". كما طلبت من السلطات المصرية إطلاق سراح كل المتظاهرين الذين اعتقلوا خلال التظاهرات "على الفور ومن دون شروط".

 

.. ورؤساء  وملوك  عرب  يتضامنون  معه

وعلى خلاف ذلك، أعرب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن مساندته للرئيس المصري حسني مبارك، نفس الموقف عبر عنه الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، الذي وصف الاحتجاجات بـ"الفتنة الخبيثة"، الأمر الذي دفع متظاهرين غاضبين إلى مهاجمة مكاتب شركة الخطوط الجوية السعودية  بالقاهرة .                                                 

وجاء في بيان صادر عن وكالة الأنباء السعودية، أن العاهل السعودي قال لمبارك في مكالمة هاتفية السبت، إنه يدين "الناس الذين حاولوا زعزعة أمن واستقرار مصر". وأضاف "أن السعودية شعباً وحكومة، إذ تشجب ذلك وتدينه بقوة، فإنها في نفس الوقت تقف بكل إمكاناتها مع حكومة مصر  وشعبها  الشقيق ".                                                            

كما تلقى مبارك اتصالات هاتفية من زعماء عرب بينهم الزعيم الليبي معمر القذافي، وآخر من العاهل البحريني، وأعرب القذافي عن ثقته باستقرار المجتمع المصري وحفاظه على مكتسباته. أما العاهل البحريني، حمد بن عيسى آل خليفة، فقد اقترح في اتصاله على مبارك عقد اجتماع عربي  حول  مستقبل  المنطقة  التي  تشهد  تحركات  احتجاجية  مستوحاة  من  الانتفاضة  الشعبية التونسية .    

                                  

الجيش  يعجز  عن  صد  المحتجين

إلى ذلك، تواصلت الاحتجاجات في مختلف المدن المصرية لليوم الخامس على التوالي، رافضين الانصياع لقوات الأمن وتحذيرات الجيش، الذي أغرق الشوارع بعرباته المدرعة، وظل المحتجون في وسط القاهرة والإسكندرية. وقال شاهد عيان لرويترز من الاسكندرية ثاني أكبر مدينة في مصر "لا يبدو الأمر كأنه حظر للتجول. يمكنني أن أرى الآلاف يسيرون بجانبي".                                                                                                                             قال شاهد عيان إن الجيش المصري استخدم الدبابات وأطلق أعيرة نارية في الهواء لإجبار المئات من المحتجين على التراجع عن مهاجمة مدخل مبنى تابع للبنك المركزي في إحدى ضواحي القاهرة يوم السبت. وفر المحتجون الذين كانوا يستخدمون ألواحا خشبية لاقتحام المبنى الذي تطبع فيه العملة بعد ما رأوا الدبابات تقترب وسمعوا إطلاق النار.

 

اضطراب  في  النقل  الجوي

وسببت الأحداث التي تعيشها مختلف المدن المصرية اضطرابا كبيرا في حركة الطيران المدني من وإلى مصر، وقالت شركة بريتيش ميدلاند انترناشونال إن طائرة لها كانت متوجهة في رحلة إلى القاهرة، عادت أدراجها إلى لندن دون أن تكمل الرحلة.                                                                                                                                      وقال متحدث باسم الشرطة "بسبب الوضع المتغير بسرعة كبيرة في مصر عادت إلى "مطار هيثرو" رحلة بريتيش ميدلاند انترناشونال رقم بي دي 771 التي كانت في طريقها إلى القاهرة "  وكانت  الطائرة  تقل  64  راكبا  وطاقما  يتألف  من  ستة  أفراد .