حيونة الانسان




بداية أتقدم من الكاتب الشامل ممدوح عدوان لاستعارة هذا العنوان ، لأنه أحد عناوين كتبه وهي كثيرة وفي مجالات متعددة ، الشعر والمسرح والدراسات الأدبية والترجمة والدراما التلفزيونية .
تُجمع الدراسات الآثارية لحركة الإنسان القديم منذ ما يزيد على مليون سنة أنه لم يفكر في صناعة الأسلحة إلا للدفاع عن النفس خوفاً على حياته من الحيوانات ، وحاول تدجين بعضها أو بتعبير أدق " أنسنتها " فعاشت معه عيشة راضية لم تغدر به حتى يومنا هذا ، فمعاهدة الصلح بينه وبين الحيوانات التي أنست به دامت مليون سنة .
على مدى قرون طويلة لم يكن للإنسان عدو سوى الحيوان ، وبعد أن مارس الزراعة عرف الاستقرار في أرضه فظهر له عدو آخر هو أخوه الإنسان ، فالرغبة في امتلاك الأرض الأفضل والأقرب إلى الماء دفع بالإنسان المتسلط والمسكون بهاجس الامتلاك ، إضافة إلى نوازع الشر في نفسه ، إلى انتزاع أرض أخيه عنوة ، عندها ظهرت الأسلحة الهجومية ، ومن يومها إلى اليوم عُقدت ملايين المعاهدات السلمية لكن الإنسان خانها جميعها وما زال .
قبل أيام كان عسكر إسرائيل يعتقلون طفلاً فلسطينياً عمره خمس سنوات بتهمة الإرهاب ، وقبل ذلك تم قذف أطفال من على سطح بناية في الإسكندرية ،وبعدها تمت تصفية خمسين إسلامياً في مصر ، وقبلها تم سحل أربعة من شيعة مصر ، وقبلها تم مضغ قلوب السوريين بأفواه وأسنان مسلمين ، وقبلها ... وبعدها ... إنني أُطالب الحيوانات جميعها أن تُسارع إلى حيونة الإنسان كما أنسنها ذات يوم .
ملاحظات يسارية
الحيوان يقتل حتى يعيش ، والإنسان يعيش حتى يقتل.
الحيوان لم يغدر يوماً بمعاهدة صلح ، والإنسان لم يفِ بمعاهدة صلح .
الحيوان لم يقتل حيواناً مثله ، والإنسان لا يقتل إلا إنساناً مثله
الإنسان استطاع أن يؤنسن الحيوانات ، فمتى تحيون الحيوانات الإنسان ؟؟!!