دبوس...!


- على خلفية التعليقات على مقالي : حماس فلسطينية أم إخوانية...؟
السيدات والسادة الأماجد ، كل عام وأنتم بخير،،،
-إسمحوا لي بوقفة عقلانية ، تبدأ بأنني مؤمن ، مُسلم والحمد لله ، والإسلام لن يسقط كدين ، لأتوقف عند المعالجة السياسية من خلال الدين ،،،
-أيها الأكارم ، لا شك تعلمون أن الصراع الحيواني والإنساني منذ خلق الله الأرض وما عليها ، هو إقتصادي ، بدأ بين الوحوش منذ كان الإنسان وحشا في الكهوف ، يصارع الأسود والذئاب على الفرائس ، وهو ذاته الصراع الإقتصادي ""المالي"" الحالي بين القوى الداخلية في كل دولة ومجتمع ، وبين القوى الدولية والإقليمية ، والذي تقوده الآن ما تُسمى سياسة ، وهي أداة الوحش البشري ، ""مخالب وأنياب سابقا"" وحاليا ، مكائد ، مؤامرات ، جنس ، مخدرات ، تجسس ، إغتيالات وحروب من أجل الهيمنة التي تُعظِّم الثروات وما يُعرف بالمصالح الدولية ، التي لا دين لها ولا تعترف بالأخلاق والقيم الإسلامية أو غيرها .
- دعونا لمرة واحدة على الأقل ، وفي ظل الظروف المُرعبة التي تعيشها أمة العرب والمسلمين ، أن نتوقف عند الإحتكام للواقع والعقلانية ، في تحديد ما يجب علينا فهمه تجاه علاقة الدين بالسياسية ، والتي تتأطر في جوفها إختلاف الأراء ووجهات النظر ، حيال هذا المشهد العربي الدامي بجدارة ، والذي يجتاح سورية ، العُراق ، ليبيا ، اليمن ، لبنان ، السودان ، مصر وفلسطين.
- الإسلام لا ولن يسقط كدين ، ما دام في منأى عن السياسة ، التي تعتبر أداة الوحش البشري ، في صراعه مع الآخر ، وهو صراع يخلو من روحانية الدين ، الصلاة والصوم ، التوجد ، التهجد ، قيام الليل ، الإعتكاف والدعاء ، فمن يغادر هذه الروحانية ، ليذهب مذهبا سياسيا ، هو في واقع الحال سيصبح مجرد وحش بشري ، همه الأول والأخير زيادة مكاسبه الدنيوية بالمال ، الجاه ، السيطرة ، التحكم والحكم إن تمكن...!
- أيتها السيدات والسادة المحترمين.
- إن بناء عمارة بعشرة طوابق قد يحتاج لثلاث سنوات ، لكن هدمها قد لا يعدو ثلاث دقائق ، وما يجري في عالمنا العربي والإسلامي ، هو عملية هدم مبرمجة من غيرنا ، لكن لنعترف أننا أدواتها ، إذ ليس أسهل من اللجوء إلى نظرية المؤامرة والتخوين كملحق ، وفي حين أن اللسان لا يُطهر الجثة ، فإن هذا ما يدعو إلى الوقفة العقلانية بموضوعية ، وبدون القفز على الحواجز.
- الإسلام لن يسقط ، لكن هل يُمكن العودة به إلى ما قبل أربعة عشر قرنا...؟ ، ومن يعتقد بهذه العودة ، حبذا لو يزودنا بخارطة طريق علمية وعملية ، وبرامج محددة لا تتكئ على عالم الغيب ، الأمل ، الأماني والأدعية في الساحات.
- ويبقى ، السؤال برسم العقلانية والموضوعية...!