واشنطن والإخوان والعشق الحلال !

مازالت حركة الاخوان المسلمين في مصر وتوابعها في العالم العربي تعيش ارتدادات زلزال 30 يونيو، فبعد ان تفأجات بحجم الثورة ، تعاملت بالبداية مع الحدث برد الفعل البعيد عن التخطيط وهو ما جعلها تتخبط في الايام الاولى لكنها سرعان ما اعادت ترتيب صفوفها واخذت تمارس ما يسمى بالهجوم المضاد اعلاميا وميدانيا مراهنة بالدرجة الاولى على العامل الخارجي وتحديدا الاميركي ، ، حيث استمرت ووفقا لنصائح واشنطن بالتمسك بشعار الشرعية ، ثم انتقل التركيز على مصطلح الانقلاب العسكري وصولا الى المطالبة بعودة الرئيس المخلوع حيث حصل كل ذلك بالتزامن مع سلوك ميداني تخريبي كان القصد منه تحقيق هدفين اثنين :
الاول : ارهاب الملايين ممن يعارضون حكم الاخوان و اشعارهم بالتهديد ، وتهديد الدولة في محاولة لاضعافها ومن ثم ابتزازها ، واتوقف هنا عند محطتين فارقتين في هذا المخطط ، الاولى الهجوم على مقر الحرس الجمهوري الذي كان يراد منه تصوير ان الجيش ارتكب جريمة بحق جمهور الاخوان الاعزل وهو سلوك مازال مرشحا للتكرار خلال الفترة القادمة ، والمحطة الثانية هي استنزاف الجيش في مواجهات ارهابية في سيناء وتحديدا في منطقة العريش من خلال التنسيق الواضح مع حماس وهو التنسيق الذي كان قد تم الاتفاق عليه منذ اكثر من عدة اشهر من اجل هدف اخر هو اضعاف المؤسسة العسكرية للانقضاض عليها واخونتها اسوة ببقية مؤسسات الدولة ، الا ان الهدف بعد ثورة 30 يونيو اصبح ايذاء الجيش واستنزافه واشغاله .
الثاني : هو تحويل تلك الفوضى الى مشهد مصري يومي يراد القول من خلاله « هذا هو ثمن غياب الرئيس المنتخب والشرعية « وهو هدف خُطط لاحقا وبعد اكثر من اسبوع من عزل مرسي ، ادراته ومازالت السفيرة الاميركية في القاهرة آن باترسون و التى تولت وبالتنسيق مع جهاد الحداد الناطق باسم الاخوان هذا الامر ، حيث تمت دعوة الكثير من وسائل الاعلام الاميركية والبريطانية وحتى الاسرائيلية من اجل التأثير علي تلك الوسائل لتتبنى هذه الصورة و ابراز شعبية الاخوان في الشارع ومدى استعداد هذه الجماهير للموت من اجل اعادة مرسي للحكم (تقرير مراسل صحيفة معاريف الاسرائيلية جدعون كوتس ولقائه مع جهاد الحداد في ميدان رابعة العدوية في تاريخ 11 يوليو الجاري احد الامثلة ).
اما الاهداف السياسية المتوخاة من وراء هذا المخطط فهي التالية :
اولا : عزل الرئيس المصري الجديد دوليا ووقف المساعدات الخارجية وتحديدا الاميركية و الاوروبية لمصر .
ثانيا : زيادة الضغط السياسي على الحالة المصرية الجديدة من خلال تكثيف الانتقادات من جهات حقوقية دولية لما يسمى بالاعتقالات السياسية للاخوان وتصويرها على انها كيدية ، وجعلها نافذة للتدخل بالشان السياسي المصري .
ثالثا : اجبار الرئيس المصري المؤقت والفريق السيسي الافراج عن الرئيس المخلوع محمد مرسي ، حيث ان المخطط المرسوم لتلك اللحظة هو تحويل الافراج على انه انتصار سياسي يساهم بالشحن المعنوي لجمهور الاخوان .
في كل ما سبق يراهن قادة الاخوان و الى اللحظة الراهنة على موقف السفيرة الاميركية باترسون التى تعهدت بعد يومين من خلع مرسي لقيادة الاخوان بان واشنطن مازالت ملتزمة باتفاقها مع الحركة الذي تم خلال ثورة 25 يناير برعاية قطر وتركيا والذي التزمت بموجبه الجماعة باستقرار العلاقة مع اسرائيل ، وحرية الملاحة في قناة السويس ، وحفظ امن اسرائيل وابقاء السوق المصري سوقا مفتوحا .واشنطن مازالت تلتزم برؤية سفيرتها في القاهرة ومطالبتها هي والمانيا بضرورة الافراج عن مرسي هي بداية تنفيذ المخطط ، والسؤال هل تنجح صلابة الفريق السيسي في وجه ضغوط واشنطن من افشال هذا المخطط والتى كان اخرها رفضه اجراء مباحثات مع مدير المخابرات الاميركية جون برينان ؟ لربما !!