خادم الحرمين ... ضبط الإيقاع




إن عالمنا العربي والإسلامي أحوج ما يكون اليوم إلى من يعلق الجرس ويشهر صوت الحق في وجه كل هذه الفوضى المنتشرة في كل الدنيا وما تسلكه جماعات التطرف الإسلامي من خراب وما تقدمه للعالم المستعمر من مسوغات ومبررات للتدخل في شؤوننا .
استغرب إن الرسالة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدا لله بن عبدا لعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدا لعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلي شعب المملكة العربية السعودية والمسلمين في كل بقاع الأرض بمناسبة حلول شهر رمضان قبل أيام قليلة ، وألقاها وزير الثقافة والإعلام
الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجه ، لم تجد الاهتمام الكافي بين كتابنا ومحللينا رغم أهميتها وضرورتها في غمرة إحداث الربيع العربي ، من حيث ضبط إيقاع العالم العربي والإسلامي بعيدا عن سيل جارف من الإسلام السياسي والكثير من الاستنباطات والمغالطات التي تستغل الدين ل" يتوارى خلفه المتطرفون والعابثون والطامحون لمصالحهم الخاصة " ..
لقد كانت ولا زالت المملكة العربية السعودية هي مرجع الأمة الإسلامية في أن البيت مثابة للناس ، جعله الله أمنا ، يؤوب إليه الناس حينما ينحرفون عن الجادة وتملؤهم الانحرافات فيؤوبون إليه سعيا لتطهير أنفسهم من ارجاسها وما علق بها من أحابيل وشبهات فتقوّم منهجهم فتستوي نفوسهم ، وهذه العملية الروحانية ليست تشمل فريضة الحج بالمثوبة والإياب بل بالمنهج والمعتقد والسياسة والدين ، فتكون رسالة خادم الحرمين بمثابة المرجعية والضابط لايقاع مسيرة امة الإسلام ليعود الضالون المضلون إلى طريق الحق بعد أن تنكبوها .
إن أهمية الرسالة تقع في كونها ضبطت إيقاع ما يجري من أصوات نشاز تنتشر هنا وهناك ، إذ يملا الغوغائيون الأرض نعيبا ونعيقا كالغربان وبوم الخراب للأوطان استغلالا للدين : ( متنطعين ومغالين ومسيئين لصوره الإسلام العظيمة بممارساتهم المكشوفة وتأويلاتهم المرفوضة ) فجاءت الرسالة توضح : ( إن الإسلام هو دين المحبة والصفح والتسامح ) وان الدعوة للإسلام تكون وفق ما حدّد الله في كتابه العزيز في ثلاثة طرق لا رابع لها : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنه ) لان سّر البعثة المحمدية هي الأخلاق ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) .
ولقد جاءت الرسالة فصلا قولا واحدا حينما اختلفت الوجوه واخذ يعتلي صوت الباطل بما لا يدع مجالا للشك : ( لقد علّمنا شرعنا الحنيف في نصوصه الصريحة ومقاصده العظيمة إن الإسلام يرفض الفرقة باسم تيار هنا وآخر هناك، وأحزاب مثلها تسير في غياهب ظلمتها، تحسب في غمره الفتنه أنها علي شيء وإنما ضلّت سواء السبيل )
إن خادم الحرمين وهو يرفع صوته للأمة يعيد عليها ما فقدته عبر سنين طويلة من غياب الفهم الصحيح وحضور الفكر السقيم المنحرف بما أولته وحورته ولوت أعناقه من تفسيرات استغلتها لمصالحها الخاصة وليست مصلحة الأمة ولذا أعلن خادم الحرمين أن المملكة : (لن تقبل إطلاقا وفي أي حال من الأحوال أن يخرج احد في بلادنا ممتطياً أو منتمياً لأحزاب ما انزل الله بها من سلطان، لا تقود إلا للنزاع والفشل مصداقاً لقوله سبحانه ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )) .
وقد عرّت الرسالة كل الجهات التي تتخذ من الدين مطيّة لغاياتها بقوله : ( لقد علمنا شرعنا الحنيف في نصوصه الصريحة ومقاصده العظيمة إن الإسلام يرفض الفرقة باسم تيار هنا وآخر هناك، وأحزاب مثلها تسير في غياهب ظلمتها، تحسب في غمره الفتنه أنها علي شيء وإنما ضلت سواء السبيل ) .
أن رسالة خادم الحرمين وولي عهده – حفظهما الله – محج للسائلين عن الحق ومقاصد الشريعة الحقيقية بحق وليست الزائفة والماكرة والمتنطعة و( ألخارجه عن جادة الحق من كل مؤدلج في فكره مفتون في منهجه لم يسلم من شره ارض ولا حرث ولا نسل )
وإنني أهيب بعلماء الأمة أن تفهم الرسالة وان تصدع بما جاء فيها وان تعمل على مراجعة مراجعها وتنقيحها وتهذيبها وان تكون العون حقا (علي مناجزه كل من خرج عن صوابه وآذى عباده )
إننا علماء عالمنا الإسلامي مطالبين أكثر من أي وقت مضى إلى ترجمة هذه الرسالة الحكيمة لتضع عالمنا المعاصر عند حدوده ذلك لكي لا نتيح الفرصة بعد للمتنطعين لان جماعات الإسلامي قدمت للغرب مسوغات ومبررات سياساتهم فالمجتمع ألدولي اليوم فقد الأخلاق ومارس الابتزاز في بحر الواقع كالسمك الكبير يأكل الصغير ويقدم حساباته السياسية على كل الأخلاق، ومن يفعل غير ذلك سيذكر له التاريخ بأنه شارك في قتل الأبرياء وانتهك الحرمات .