تساؤلات وبنادق تكفيرية للإيجار

فأما التساؤل الأول، فهو عن سر نشاط الجماعات الإسلامية العسكرية في سيناء المصرية، والجولان السوري، ولماذا تقوم هذه الجماعات باستهداف الجيش المصري والسوري وليس العدو الصهيوني.. ولماذا لا يسمح العدو لحليفته مصر بإرسال جندي واحد خارج اتفاقية كامب ديفيد، فيما يغض الطرف تماما عن نشاط الجماعات المذكورة، ويقدم المساعدات لجماعات المعارضة السورية في الجولان، وهل لذلك علاقة بإخراج سيناء من السيطرة المصرية تماما، وضمها تدريجيا لقطاع غزة، وتوسيع التوطين فيها.. وكذلك الأمر مع الجولان، هل ثمة علاقة بين التواطؤ المذكور وبين سيناريو الحظر الجوي فوق حوران ودرعا مقدمة لسلخ حوض اليرموك المائي والسيطرة عليه مستقبلا، لا سيما بالتزامن مع ما يقال عن تفريغ هذه المنطقة من سكانها، وتوطينهم التدريجي في الزعتري وغيره..
التساؤل الثاني، هل كل ما جرى ويجري ضد العراق بعد العدوان - الأطلسي- الرجعي وضد سورية وفي مصر، وإغراق هذه البلدان بالفوضى والجماعات الإرهابية والتكفيرية والإسلام الأمريكي، هل هو ترجمة لاستراتيجية صهيونية- أمريكية لا تستهدف استبدال نظام بنظام، ولا زعيم بزعيم، ولا حزب بحزب أيا كان النظام والزعيم والحزب القديم أو الجديد مؤيدا للأمريكان والفهم الصهيوني للتسوية أم ضدهما.. بل إنهاك واستنزاف هذه البلدان (سورية- العراق- مصر)، وربما الجزائر لاحقا، بحيث لا تستقر أبدا على أي شكل مركزي من السلطة..
وفي كل ذلك، أليس من الحكمة والمسؤولية أن تبادر كل العواصم والقوى والأطراف العربية المتصارعة أو المتورطة في الصراع أو المحايدة إلى مؤتمر عربي يضع حدا لذلك بدل صب الزيت على النار، وخدمة الاستراتيجية والأهداف الصهيونية المذكورة.