الادمان على الفشل

هل أصبح العرب مدمنون حقا على الفشل
هل باتت البلاد العربية بلا حتى أدنى مقومات النجاح والتقدم والاستقرار
فلقد انتفضت بالأمس القريب جماهير العرب في مصر وتونس وليبيا وغيرها من البلدان العربية منددتا بحكامها وداعيتا الى اسقاط أنظمة الفساد فيها و التي كانت قائمة قبل ما يسمى بالربيع العربي أو ثورات التغيير العربية .
ولكن الى أين وصلت أحلام العرب في التغيير وفي التصحيح وفي الاصلاح . مايزال الرصيد صفر .
فهل وصلنا الى حد الدعوة الى الثورة من اجل الثورة والاحتجاج من اجل الاحتجاج فقط .
هل أصبحنا مدمنون فعلا على مصطلح التغيير دون ان نعي مفهوم هذا التغيير ونوع التغيير الذي نطمح له أونريده
هل أصبح شعارنا الأساسي فليسقط فلان وبعد أن يسقط فلان ويأتي فلان الجديد نطالب من جديد باسقاط فلان الجديد . أو باسقاط النظام الجديد
هل أصبحت هوايتنا الجميلة والمفضلة هي لعبة التغيير .
دون أن ندري وأن نعي أن ذلك التكرار في التغيير هو يصب في زاوية وخانة فشلنا المتكرروهو نتاج خيالية تفكيرنا وتردي مستوى عقولنا أو حتى نضجها .
فقبل الحديث عن التغيير لابد وأن نغير طريقة تفكيرنا و اسلوب تلقينا للأشياء والأحداث كي نشكل لدينا ثقافة نفهمها وتفهمنا من قبل الغرق في وحل الاحتجاج والمطالبات بالتغيير والتي اصبحنا لا نسمع الا صوتها في الاونة الاخيرة وكأن خلاصنا من الهموم والمعاناة فقط يكمن في هذه الكلمة السهلة الترديد والخطيرة المعنى .
من هنا لابد أن نفهم أنفسنا أولا ونفهم ما الذي نريد وبعدها من الممكن الانخراط في مواضيع تخص الثورات والتغيير والانطلاق بالاحتجاجات والعصيان وغيره .
فليس التغيير الا . بوابة الوصول الى الاهداف ولكن المؤسف والمبكي في حالتنا العربية أننا وبرغم كل محاولات التغيير لدينا الا أننا لم ولن نستطع تحقيق شيئ واحد من أهدافنا والتي أصبحت كل يوم تتراكم في وجوهنا
وتتزايد ونحن في مكاننا لا نتقدم ولا نحقق منها شيئ ..