SMS من «تكفيري» وإيميلات من.. «متأسلمين»!

لم يتورّع شخص (احتفظ برقم هاتفه)، (من اصدار حكم بـ«تكفيري» واعتباري غير مؤمن بالله عز وجل الذي وحده يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ووجد هذا «الشخص» الذي لم يوقع اسمه أسفل الرسالة النصّية التي ارسلها على هاتفي يوم اول من امس 9/7 عند الساعة «11:59» اني بِتُّ خارج الإسلام (!!) فقط لأني كتبت مقالاً أرى في ما تقوم به جماعة الاخوان المسلمين في مصر وخصوصاً قادتها من تحريض على العسكرة وشتم واحتقار لارادة الشعب المصري واصرار على اخذ مصر الى مربع الفوضى والمجهول، وتعريض السلم الاهلي الى الخطر.. هي هستيريا موصوفة.. فإذا به «الأخ» صاحب الرقم المذكور اعلاه يكتب لي ما نصه (وحرفياً) «لو كنت تؤمن بالله لقلت لك اتقي الله، من مقالاتك التي تقطر سمّاً وحقداً وكراهية، ضد ثلثي الشعب المصري المؤمن، هولا قتلو وذبحو وحرقت مقارهم وانت وكتاب الاعمدة حاقدون شامتون اسأل الله ان يرد حقدك وحقدهم الى نحوركم واسأله ان يجعل رمضان رحمة للمؤمنين ووبالا ع المزورين» ثم يواصل بعد ثماني دقائق (12:07) «هذه هستيريا الصحفيين من شتى المنابت السياسية المنقرضة.... لا بارك الله فيكم» ختم هذا التكفيري الرسالة و(الملحق) حيث اوردتهما حرفياً وبلا تدخل في النحو أو الاملاء او اللغة..
فما الذي يريده هذا الرجل؟ حقاً وهناك من امثاله كثيرون لا يتورعون عن اقتحام خصوصية الكاتب في أي وقت وبلا ادنى درجة من الحذر او الاحترام ويبدأ بالصراخ عليك وشتمك او يلجأ غيره الى تدبيج «خطبة» عصماء كلها قناعات وحقائق، وقبل ان ينتهي من عظته، يتفوه بكلمات تكاد ان تكون تهديداً صريحاً بالتصفية الجسدية مصحوبة بالطبع «بالأدعية» التي لا تليق الا بشيطان..
هنا وقبل ان اورد نموذجاً آخر من «القرّاء» المتأسلمين، اود ان ألفت نظر صاحب الرقم المذكور أعلاه، ان بمقدوري الزج به في السجن وارغامه على الاعتذار ودفع التعويض المالي المناسب، اذا ما رفعت دعوى قذف وشتم عليه يكفلها القانون الوضعي، ما بالك الرباني والاخلاقي؟.. وعليه اذا ما اراد الخوض في قضايا سياسية خلافية، أن يتسلح بمنظومة قيمية تحفظ للآخر حقه في التعبير وحريته في الفكر والعقيدة، وأن لا يجلس هو او غيره مقام الخالق سبحانه وتعالى، كي يقرروا ما اذا كان فلان ما يزال مسلماً أم انه بات مرتداً وزنديقاً يتوجب قتله او شيطنته.
وأسأله ايضاً عمّا اذا كان محمد بديع وخيرت الشاطر ومحمد مرسي ومحمود عزت ورشاد بيومي وعصام العريان وعبدالرحمن البّر، هم من صحابة رسول الله او من المعصومين والمُبَشّرين بالجنة؟ وما اذا كان الاسلام لم يبدأ ولم يُعترف به الا عندما انشأ حسن البنا في العام 1928 مجموعة كشفية دعوية لم يقل صاحبها-الذي قضى اغتيالا- ذات يوم انه معني بالسياسة وكان الشعار الذي رفعه وأوصى بالاستمرار في رفعه.. «دعاة لا قضاة».. فمن انت يا سيدي المجهول كي تسمح لنفسك ان تُكفّرنا نحن رهط الكتّاب الذين لا نتماثل وخطاب الاخوان المسلمين السياسي، وقبل كل شيء لا ارى شخصياً انهم ممثلون للاسلام او ناطقون باسمه، ولا اتماشى مع تفسيراتهم الهاذية بأن من يخالفهم ويعارضهم انما يتآمر على الاسلام ويعارضه؟
ماذا عن البريد الإلكتروني؟
حدث «بلا» حرج... إذ تكاد رسالة التكفيري المجهول صاحب الرقم المعلوم راقية (رغم سوء نية صاحبها وانغلاق فكره) مقارنة بما تفيض به قريحة الذين يستطيعون التخفي خلف أي اسم او احرف او ارقام، ليرسل لك «ايميلاً» «يهطل» سبابا وشتائم وخروجاً مقصوداً (اقرأ مألوفا يليق به وجماعته) عن الاخلاق وآداب الحوار والحكمة التي دعا اليها الاسلام الحنيف... الرسل والانبياء، وبني آدم اجمعين، وهنا اود ان اورد نموذجا (فجّاً وكاشفاً) عما يعتدي به علينا نحن رهط الكُتّاب الذين نكتب في السياسة تحليلا واجتهادا ودائما وجهة نظر شخصية تحتمل الخطأ كما الصواب، ولكننا قبل كل شيء نمتلك الشجاعة لنشرها على الملأ آملين ان تكون الردود المؤيدة او المخالفة محصورة في الموضوع نقاشا وحوارا واستيضاحا، ولا بأس لو بقي بعضنا في خلاف مع وجهة نظر «الآخر» بطريقة حضارية وإنسانية و«دينية» أيضاً ودائماً..
أما المتأسلمون والتكفيريون فهم خارج هذا الاطار لانهم اصحاب فكر فاشي منغلق واستعلائي واناني لا يعرفون الحقيقة، وان عرفوها كابروا واستكبروا ولجأوا الى الارهاب بكافة أصنافه وخصوصا الارهاب الفكري، ويجهز لديهم على الدوام خطاب الارهاب والعنف المادي والقتل والسحل والاستباحة، حيث تكون الفتاوى جاهزة والأسوأ من ذلك كله، انهم يرون في ارتكاباتهم هذه خدمة للاسلام الذي هو منهم براء..
اليكم نموذجاً لـ«إيميل» من شخص ظهر في خانة المرسل ان اسمه (فاروق عبده):
«يا حمار.. قدم الشيخ الاسير اشرف من رأس حسن نصر الله الحقير».. الإيميل بتاريخ 26/6 الساعة 11:32 قبل الظهر.. وكان الشخص ذاته قد ارسل لي إيميلاً في 19/6/2013 نصه «من يدافع عن حزب الشيطان هو شيطان او عميل صفوي.. اخجل اعتزل يا.......» ولم يُكْمل.
اسألكم بصدق ألدى اشخاص كهؤلاء ذرة إيمان او علاقة متينة.. بـ«الإسلام»؟