امسك حرامي

لقد سرقت الثورة مرتين في الأولى كان السارق هو جماعة سرية تعودت على العمل في الخفاء، وفي الثانية سرقتها جبهة الإنقاذ التى تمثل نفس الرؤية السياسية للحزب الوطنى ولجماعة الإخوان. الإعلام الخادع والشباب المغرر به يقول أن الحكومة الإنتقالية حكومة تكنوقراط! فهل زياد بهاء الدين وهو أحد مؤسسى الحزب المصري الديموقراطي الإجتماعي (أحد أركان جبهة الإنقاذ الوطني) يُعتبر تكنوقراط (غير سياسي)؟ وهل البرادعي رئيس حزب الدستور (من قيادات جبهة الإنقاذ) من التكنوقراط؟ ليس معنى ذلك أننى ضد الموجة الثانية للثورة التي عزلت جماعة الإخوان المسلمين وقوى تيار الإسلام السياسي وقد تركوا لنا مسمار جحا (حزب النور) الذي يناور سياسيا بإقتدار ولكنه يقف على أرضية غير مقبولة سياسيا فالدولة الدينية غير مقبولة على الإطلاق مهما تلاعبوا بالألفاظ. وكذا الدولة التابعة للمشروع الأمريكي الصهيوني وقد جمعت جماعة الإخوان كلا الأمرين. هل الحكومة الجديدة ستدير إنتخابات نزيهة رغم إنتمائها السياسي؟ هل نتوقع أن تضع حدا أعلى للأجور، وتنفذ الحد الأدنى الذي أعلنته الإخوان ولم تنفذه؟ هل ستعيد أراضي ومباني جامعة النيل لها؟ هل ستنفذ أحكام القضاء بعودة الشركات التي بيعت، إلى الشعب المصري؟ هل ستوقف بيع الغاز المصري بأبخس الأسعار؟ هل ستطرد شركات الزبالة الأجنبية التى فشلت في جمع القمامة وتنهي عقودها الباطلة؟ هل ستستمر في إغراق مصر بالديون؟ هل ستمنع بيع أراضي مصر للأجانب؟ هل ستوقف حق الإنتفاع طويل الأجل لأصول مصر لغير المصريين؟ هل ستوقف مشروع توطين الفلسطينيين في سيناء؟ هل سيظل أهل النوبة يغيشون في الصحاري والجبال بينما أراضيهم على ضفاف بحيرة ناصر يستولي عليها رجال الأعمال؟ الأسئلة الصعبة كثيرة وكلها تصب في سؤال واحد … هل ستتحرر إرادة مصر السياسية؟ حسنى مبارك لا زال يحكم مصر. إنهم (الإخوان وجماعات الإسلام السياسي وجبهة الإنقاذ الوطني) التطور الطبيعي للحاجة الساقعة .. ساقعة قوي!!!!! أعلم أن الأضواء الباهرة لا تعمي العيون فقط ولكنها تعمي القلوب والعقول .. وأدعوا شبابنا أن يفيق من سكرته ويغيب عن الأضواء ليستعيد نقائه الذي إلتف حوله جموع الشعب الذي يعاني من سياسات الفقر والتجويع الذي أنتهجها الحزب الوطنى وينتهجها ورثته ممن يسمون أنفسهم جبهة الإنقاذ الوطنى