متظاهرون بالقاهرة ينادون برحيل مبارك
اخبار البلد - ذكرت وكالة اخبار البلد عن شهود عيان أن مئات المصريين يتظاهرون وسط القاهرة بعد خطاب الرئيس المصري حسني مبارك وهم يهتفون "ارحل ارحل" على الرغم من محاولة مبارك تهدئة المتظاهرين أمس بخطاب أعلن فيه إقالة الحكومة.
وتواصلت الاحتجاجات الغاضبة في المدن المصرية رغم سقوط نحو 24 قتيلا وألف جريح، وسط توقعات باستمرار احتشاد المواطنين مجددا في الشوارع مع تقدم ساعات النهار.
وفي الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، أشار مراسل الجزيرة عبد الفتاح فايد إلى أن المحتجين تحدوا حظر التجول الذي أعلنه مبارك بصفته الحاكم العسكري وتدفقوا بالمئات إلى ميدان التحرير رغم الانتشار الكبير لقوات الجيش للتعبير عن اعتراضهم على مضمون خطاب الرئيس.
وقال إن المتظاهرين رددوا هتافات تطالب بالتغيير، وأكدوا أن الخطاب لا يلبي الطموحات لأن الحكومة الجديدة ستتشكل من نفس الرموز المتهمة بالفساد.
بدوره ذكر مراسل الجزيرة في القاهرة مصطفى كفافي أن الجيش بدأ يسيطر على الوضع، فيما ما زالت الحرائق مشتعلة في مقر الحزب الحاكم وبعض المؤسسات الأخرى والدخان يغطي السماء، وذكر أن هدوءا حذرا يسود في المدينة، لكن يتوقع أن يحتشد المتظاهرون مع تقدم ساعات النهار.
وأشار إلى أن هناك شائعات بشأن فرار بعض رجال الأعمال عبر مطار القاهرة، وأن انقطاع الاتصالات والإنترنت ما زال قائما.
وأفاد مراسل وكالة الأنباء الألمانية بأن هناك حالة من الانفلات الأمني تسود ميدان التحرير وأن هناك مناوشات بين لصوص حضروا لنهب المحال التجارية مسلحين بالأسلحة البيضاء والعصي، ومتظاهرين شكلوا دروعا بشرية لحماية الممتلكات العامة.
مقر الحزب الحاكم بالقاهرة ما زال مشتعلا (رويترز)
وقال شهود عيان إن قوات الشرطة تراجعت إلى شارع "محمد محمود" بوسط المدينة وأخذت تطلق قنابل مدمعة بكثافة على ميدان التحرير، مشيرين إلى أن قوات مكافحة الشغب تتمركز في المنطقة المحيطة بوزارة الداخلية القريبة من وسط المدينة والطرق المؤدية لها.
وأشار مراسل الألمانية إلى أن منطقة "دار السلام" جنوب القاهرة شهدت عمليات سلب ونهب واسعة النطاق بحلول فجر السبت.
وقالت رويترز إنه كان يمكن سماع المحتجين الذين أجبرهم الجيش في وقت سابق على اللجوء إلى الشوارع الجانبية القريبة وهم يهتفون "الشعب يريد تغيير النظام" بعد فترة وجيزة من انتهاء كلمة مبارك.
وأضافت أن حريقا صغيرا أشعل في مبنى المجمع الذي يضم عدة مكاتب حكومية في ميدان التحرير الذي لفته أعمدة من الدخان والغاز المدمع.
وقال مراسل الجزيرة سمير عمر إن عشرات الدبابات انتشرت في ميدان التحرير وقرب مبنى التلفزيون ومبنى البرلمان ومبنى مجلس الوزراء في القاهرة، وفي بعض مناطق القاهرة الأخرى التي انسحبت منها قوات الأمن بعد يوم عاصف من مواجهة المتظاهرين.
وفي وقت سابق الجمعة، اقتحم متظاهرون الباحة الرئيسية لمبنى الإذاعة والتلفزيون في القاهرة، كما أشارت مصادر إلى سماع دوي طلقات نارية في محيط مبنى البرلمان ومبنى رئاسة الوزراء.
واشتعلت النيران في المقر الرئيسي للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في القاهرة، وتم نهب بعض ممتلكاته، وذكر مراسل الجزيرة أنه تم إشعال النيران أيضا في قسم شرطة الأزبكية في القاهرة، وإحراق عدة سيارات للأمن في المدينة.
الإحصائيات أشارت لمقتل 15 متظاهرا في السويس (رويترز)
السويس
وفي السويس، قالت مراسلة الجزيرة دينا سمك إن حالة من الغضب والإحباط تسود في صفوف المواطنين في أعقاب خطاب الرئيس أمس، وهم يطالبون بقرارات أكثر حزما.
وذكرت أن الإحصائيات تشير إلى مقتل 15 متظاهرا في أحداث أمس لكن رغم ذلك واصل المتظاهرون بقاءهم في الشوارع حتى ساعات الفجر الأولى مطلقين دعوات للنزول للشارع مجددا اليوم، فيما دام انقطاع الاتصالات الهاتفية وخدمات الإنترنت.
وتوقعت المراسلة أن يكون عدد المتظاهرين صباح اليوم أقل من أمس لأن الكثير من متظاهري أمس مرتبطون بأعمال حياتية، مشيرة إلى احتمال زيادة عددهم مع حلول منتصف اليوم.
الإسكندرية
وفي الإسكندرية، قال مراسل الجزيرة محمد البلك إن السيارات المدرعة ودبابات الجيش تنتشر في الشوارع، مشيرا إلى أن المواطنين شعروا بحالة من الخوف بسبب الانفلات الأمني ولا سيما أن حالات السلب والنهب استمرت طوال اللليل، وإلى أن عمليات سلب مخافر الشرطة تمت على مرأى الجيش الذي لم يتدخل لمنعها.
وأكد أن خطاب الرئيس المصري لم يرض الشارع في الإسكندرية، لأن مطالب الناس لم تنحصر في تغيير الحكومة، وإنما في إيجاد فرص عمل للعاطلين ومحاربة الفساد الذي يؤكدون أن كثيرا من رموز النظام متورطون فيه.
أما مراسل الجزيرة نت في الإسكندرية، فأكد أن المظاهرات عمت كل أنحاء المدينة من منطقة العامرية في أقصى غربي المدينة إلى منطقة أبو قير في أقصى شرقيها، وقوات الأمن تختفي من الشوارع.
وأضاف أن المتظاهرين سيطروا على أغلب شوارع المدينة، وأن قوات الأمن تتراجع أمامهم، وأشار إلى أن أفرادا من الأمن المركزي استسلموا للمتظاهرين وسلموهم بنادقهم وملابسهم العسكرية.
وأكد المراسل إحراق العديد من السيارات التابعة للأمن في مناطق المنشية ومحرم بيك والمنتزه بمدينة الإسكندرية، كما أحرقوا مبنى المحافظة واقتحموه، وأحرقوا أقسام الشرطة في مناطق المنشية ومحرم بيك وباب شرقي وسيدي جابر والمنتزه والعطارين.
خطاب مبارك لم يرض الشارع في الإسكندرية(رويترز)
وكانت قوات الجيش انتشرت في القاهرة والإسكندرية والسويس بعد إعلان حظر التجول في جميع أنحاء البلاد لتأمين حماية المنشآت العسكرية وبعض مؤسسات الدولة بعد تعرضها للنهب، بينما توجهت سيارات إطفاء عسكرية لإخماد النيران المشتعلة في مقر الحزب الحاكم والمتحف الوطني وسط القاهرة.
وتحدث شهود عيان عن عمليات نهب تتم لبعض المؤسسات الخاصة والعامة في القاهرة والسويس، في ظل مساع من الأهالي لمحاولة منع هذه السرقات.
وذكرت محطات تلفزة عربية أن النيران اندلعت في مركز تجاري وفندق على كورنيش النيل في القاهرة، في حين شكل آلاف المواطنين درعا بشريا حول المتحف الوطني لحمايته من النهب.
وكانت قوات الجيش بدأت بالانتشار في القاهرة بعد إعلان حظر التجول في العاصمة ومدينتي الإسكندرية والسويس منذ الساعة السادسة مساء وحتى السابعة صباحا. ولم ينصع المتظاهرون لحظر التجول، وعمد بعضهم إلى إحراق مقار للشرطة وللحزب الحاكم.
وتواصلت الاحتجاجات أيضا في شبه جزيرة سيناء شرقي مصر حيث احتل المتظاهرون أمس قسم شرطة مدينة رفح المتاخمة لحدود قطاع غزة فيما قتل بدوي من أبناء سيناء في اشتباكات مع الشرطة في مدينة الشيخ زويد، واحتل محتجون مركز الشرطة بالمدينة حيث تسمع أصوات إطلاق نار كثيف.
وكانت المظاهرات انطلقت بعد صلاة الجمعة، ظهر أمس تحت شعار جمعة الغضب، تلبية لدعوة المحتجين الذين أطلقوا تحركاتهم منذ يوم الثلاثاء الماضي، 25 يناير/كانون الثاني الحالي، الذي يوافق عيد الشرطة، بهدف المطالبة بإصلاحات سياسية واجتماعية، ما لبثت أن تطورت إلى مطالبة بتغيير النظام الحاكم.
توقف الطيران
وفي هذه الظروف أعلنت شركة مصر للطيران توقف حركة السفر على طائراتها من مطار القاهرة لمدة 12 ساعة، ابتداء من الساعة التاسعة مساء الجمعة، وذلك لانخفاض عدد الركاب المغادرين وقت حظر التجول.
وبدورها قالت شركة الخطوط الجوية البريطانية إنها أجلت إلى صباح السبت رحلاتها من لندن إلى القاهرة.
وأشار المصدر إلى قيام عدة شركات طيران عالمية بإلغاء رحلاتها إلى القاهرة في هذا الوقت ومن بينها شركة طيران الشرق الأوسط، ومن المتوقع أن تتأثر حركة الطيران والسفر في الفترة المقبلة بالاضطرابات التي تشهدها مصر إذا استمرت الأوضاع دون تحسن.
وفي هذه الأثناء دعت الولايات المتحدة وفرنسا مواطنيهما إلى عدم السفر إلى مصر إلا للضرورة، وحثت واشنطن مواطنيها في مصر على تقييد حركتهم هناك.