إن أبي ..........



" مثل اللي رايح على الحج والناس راجعه " هذا المثل ينطبق تماماً على كاتب المقال الأسبوعي إذا حاول الاقتراب من القضايا اليومية المعاشة والعابرة ، ولكن في حال أن تصبح القضية اليومية ظاهرة ذات أبعاد حياتية شاملة ، تُشكل بالنهاية صورة مستقبل الأمة ، عندها يصبح واجباً عليه الدخول إلى فضاء القضية .
آلمني مثل غيري ما وصل به الحال عندنا في قضية امتحان التوجيهي ، وقد قرأت عشرات المقالات الصحفية المتوازنة ، والحكيمة في هذا الموضوع ، ومع ذلك أجد من الواجب علي أن أكتب في ذات الموضوع ، ليس من باب المشاركة في الهم الجمعي الذي أصابنا فقط ، ولكنه واجب وطني يجب أن أتقدم به .
عدد المفصولين كبير جداً ، ويمثل ظاهرة علينا أن نسارع في معالجتها ، وعلينا قبل البدء بالمعالجة تبيّن الخلل الذي صنع لنا هذه الظاهرة ، وكنت قد كتبت قبل أكثر من سنة مقالاً بعنوان " كلنا شركاء في العنف " ولن أعيده اليوم ، لكنني أعرض أمامكم بعض البيانات التي تستحق القراءة والمراجعة .
النسبة الكبيرة من الأبناء المفصولين هم أبناء عائلات لها دور قيادي في أجهزة الدولة ، أو مؤسساتها الاقتصادية ، والنسبة الكبير من هؤلاء الطلاب يسكنون مناطق محددة من هذا الوطن الذي نحب .
اقترح على وزارة التربية والتعليم تشكيل لجنة من اساتذة الجامعات الأردنية ضمن التخصصات التالية " علم اجتماع ، انثوبولوجيا ، شريعة ، علوم سياسية ، قانون " ووضع كافة البيانات والأسماء بين أيديهم لقراءتها ومعالجتها ، والمواجهة مع الطلبة أنفسهم ، ومع عائلاتهم ، حتى لا نسأل بعد اليوم .. من أين يأتي العنف الجامعي ؟
تعلمنا ، أن المدرسة هي البيت الثاني للمواطن ، والجامعة هي البيت الثالث ، فإذا أصاب البيتين الثاني والثالث هذا العنف فهل سيصل العنف إلى البيت الأول ؟ أم أن البيت الأول هو مربط الفرس كما نقول ؟
ارحمونا ، وارحموا الوطن فهو البيت الرابع