مصلحة إسرائيلية




وصف الكاتب الإسرائيلي عمير ربابورت في معارف يوم 2/7/2013 ، حركة الإخوان المسلمين خلال سنة حكمها لمصر ، على أنها " ظهرت برغماتية فوق كل التوقعات " وبرر ذلك بقوله : 1- سمحوا بإستمرار الحوار الأمني مع إسرائيل من خلال الأجهزة الأمنية ، 2- وأداروا حرباً بالتعاون مع إسرائيل ، بضغط من الولايات المتحدة ، ضد تهريب السلاح من سيناء بإتجاه قطاع غزة ، وبدأو يخوضون حرباً ضد مجاهدي القاعدة المنتشرين في كل أرجاء سيناء ، 3 - وبرعاية مكتب الرئيس مرسي تم التوصل يوم 21/11/2012 ، إلى " تفاهمات القاهرة " بين إسرائيل وحماس وإلتزمت به حماس وإحترمت مضمونه ، وإصطدمت مع الفصائل الفلسطينية الأخرى كلما حاولت هذه الفصائل خرقه ، 4- وقفوا مع التحالف الذي يؤيد المعارضة السورية المسلحة ، ويتصدى للتحالف المؤيد للنظام الحاكم في دمشق .

ويخلص عمير ربابورت إلى نتيجة واضحة حيث يقول حرفياً :
" هذه بشرى هامة جداً لإسرائيل " والسبب كما يقول أن " الأحداث في مصر تبعث خطر الحرب الداخلية لبضع سنوات طيبة أخرى ، فكلما كانت الدول العربية منشغلة أكثر بالحروب الداخلية ، كلما كانت إستعداداتها أقل لمواجهة متجددة معنا " .

ربابورت شخّص الموقف بدقة ، وإن كانت مؤلمة لنا وقاسية علينا ، ومفرحة له ولإسرائيل ، حيث عبر عنها بدون مواربة ، لأن الصراع الداخلي في مصر سيوفر " سنوات طيبة لإسرائيل " .
هذه هي جوهر المشكلة وسبب الخلاف بين الأحزاب القومية واليسارية من طرف وحركة الإخوان المسلمين من طرف أخر ، حيث تتوه الأولويات ، في عدم إعطاء الإهتمام للعدو القومي ومواجهته ، لحساب الإهتمام بالقضايا الجزئية والمحلية والحزبية ، ففي سوريا يتم دمار الدولة وتخريب الأقتصاد وإضعاف الجيش على أيدي قوى المعارضة المسلحة والتي إن إنتصرت لن تلبي تطلعات الشعب السوري في التعددية والديمقراطية والإحتكام إلى صناديق الإقتراع . وها هي حركة الإخوان المسلمين تحكم منفردة في قطاع غزة منذ حزيران 2007 ، حيث لا إنتخابات لمجالس طلبة الجامعات ، وللنقابات وللبلديات ، ورفض للإنتخابات التشريعية والرئاسية على الرغم من إنتهاء ولايتي الرئيس والمجلس التشريعي . وفي العراق تم العمل عبر قوات حلف الناتو ، وبمشاركة الإخوان المسلمين مع قوى المعارضة لإسقاط نظام حزب البعث بين 1991- 2003 ، إعتماداً على القوات الأميركية والتدخل الأجنبي ، وهذه السوابق تجعل الخوف والقلق هو عنوان التعامل مع الإخوان المسلمين .

الإجتهادات السياسية مطلوبة ، والتعددية كذلك ، والإحتكام إلى صناديق الإقتراع ضرورة وهي مصدر الشرعية ، وهي مطالب يجب عدم المساومة عليها ، على أن لا يتم ذلك على حساب المصالح الوطنية والقومية ، وأن لا يتم ذلك بالتحالف مع الأجنبي أو الإستقواء به بهدف الوصول إلى الحكم أو لتمرير البقاء في مؤسسات صنع القرار مهما كان الثمن وبأي ثمن .


h.faraneh@yahoo.com