وصلت مياه الديسي.. وتأخرت طائرة الكردي بالوصول !
اخبار البلد - رياض خلف النوافعة
الكل وصل إلى العاصمة عمان، بالأمس كانت طلائع مياه الديسي تشق طريقها نحو منطقة" دابوق" والأمل مازال قائماً أن تشق طريقا أيضاً نحو الأحياء المحرومة من الماء منذ فترات طويلة في ضواحي عمان الفقيرة. وعمان نفسها كانت على موعد مع وصول الشخصية المثيرة للجدل" أبو قتادة" والذي احتاج لنضال تشريعي ليصل سالماً غانماً لمهاجع السجون الأردنية، وقبل ذلك استقبل الأردن الالآف من اللاجئين من دول الجوار من باب العطف، والحنان في استقبال ضيوفنا من الأشقاء العرب، لنخفف من معاناتهم، ونمسح الدموع عن محيّاهم، حتى مدربنا الوطني وصل أيضاً من بلد الكنانة مصر لقيادة النشامى إلى الاستحقاقات القادمة، والتي سوف تؤرخ لمرحلة تاريخية إذا اجتهدنا في ذلك.
إذن الكل وصل إلى عمان وضواحيها، وشقيقاتها الأخر من المحافظات، إلا "وليد الكردي " رجل المنافسات، والفوسفات، صاحب الأبراج العاجية، والصفقات المالية، والذي يقطن في إحدى المنتجعات السياحية في عاصمة الضباب لندن، ولم تستطع الجاهات الحكومية أن تقنعه بالعودة إلى الوطن الأم، كما جرت العادة في التعامل مع المستثمرين، والكبار، وأصحاب النفوذ المالي، والذين احتكروا أهم الشركات الإنتاجية في الأردن، والبعض منهم دخل في صفقات مشبوهة ما زالت تؤرق المواطن الأردني، لما لها من تأثير على حياته اليومية، ومتطلباته المستقبلية.
لما تحتاج الدولة لوقت طويل حتى تسترد ثرواتها الوطنية التي نهبت؟ ونحن دولة المؤسسات، والقانون صاحبة الصّيت بالأمن، والأمان، والتي لا يمكن أن يموت فيها أحداً جائعاً، ولا يظلم فيها مواطناً، والتي يتمتع فيها الفرد الأردني بكامل حريته، بدون معيقات أمنية تذكر، ما دام الوطن بهذه الحالة الوطنية الجميلة، فمن المفترض أن تتخذ إجراءات حازمة بحق الفاسدين، والمتطاولين على المال العام، ولا نسمح لهم بمناكفة دولة ذات سيادة يحتكم الجميع فيها تحت دستورها بدون أي منازع، فلا بدّ من استخدام القسوة بحق من يعاند إجراءات القضاء، وعدم الامتثال لقراراتها، لأنه قد حصّن نفسه بذكاء قانوني يفترض إننا على وعي مسبق به,
وصلت مياه الديسي بعد مخاض شاق مع الشركات الأجنبية، وبالمقابل تأخرت طائرة الكردي بالوصول ليدافع عن نفسه أمام القضاء بكل شجاعة، بينما نجحت الحكومة في استرجاع الشخصية المثيرة للجدل "أبو قتادة"، لأنها وضعت كل ثقلها القانوني في استرجاعه، وما زالت عاجزة لغاية هذه اللحظة في استرجاع شخصية أثارت زوبعة إعلامية في وسائل الأعلام، والحراكات الشبابية المطالبة بالإصلاح.