أثبت يا مرسي فالذئب لم يأكل يوسف


إذاً، نفّذ قائد الجيش المصري المدعو عبد الفتاح السيسي تهديده وتحذيره ضد الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، وانقلب على الشرعية في البلاد، فلقد جمع السيسي بعض نفر حوله كشيخ الأزهر المدعو أحمد الطيب والمدعو محمد البرادعي من المعارضة، وغبطة بابا الأقباط تواضروس الثاني، والذين اجتمعوا في مسرحية مكشوفة لطعن الديمقراطية المصرية في ظهرها، بل ولمباركة انقلاب عسكري، ستثبت الأيام أنه انقلاب فاشل، ضد الرئاسة الشرعية في البلاد وضد مؤسسات البلاد الدستورية المنتخبة.


وما أن تكشفت خيوط وحبكة لعبة السيسي أمام الأشقاء المصريين من أنصار الرئيس المنتخب، حتى هبت الملايين هبة رجل واحد، وانطلقت الجموع الغفيرة لتدعم أنصار الشرعية المعتصمين أصلا في ميدان رابعة العدوية في القاهرة، وفي مواقع وميادين أخرى في مختلف أنحاء بلاد الكنانة.

هذا، وبحسب مراقبين متابعين، فإن أكثر من خمسة وأربعين مليون مصري من أنصار الرئيس مرسي خرجوا الجمعة الماضية إلى الشوارع والميادين، في جمعة أطلقوا عليها اسم "جمعة الرفض". ولا يزال أنصار الرئيس مرسي يعتصمون وينشدون الأهازيج والأغاني الوطنية، ويهللون ويكبرون ويطلقون الوعود تلو الوعود بأنهم لن يعودوا إلى منازلهم حتى يتم إطلاق سراح الرئيس مرسي، الأسير لدى العسكر، وحتى يعود الرئيس مرسي إلى منصبه، وحتى يعود الرئيس مرسي ليمارس حقوقه الدستورية في إدارة شؤون البلاد.

إذاً، بدأت الساحة المصرية بالغليان، وخرج أنصار الرئيس المنتخب محمد مرسي إلى الشوارع والميادين بما يشبه الطوفان، والجدير بالذكر أن الذين انقبلوا على الشرعية في مصر أو الذين انقلبوا على الرئيس المنتخب مرسي هم ممن كان مرسي نفسه قد عيّنهم في مناصبهم التي استغلوها في الانقلاب.
وأما الأغرب، فمشاركة شيخ الأزهر في المكيدة ضد مرسي، وخروج الشيخ علينا في اليوم التالي ليقول:"احذروا من فتنة ستجرالبلاد إلى هاوية خطيرة"، متناسيا أنه شارك في صناعة الفتنة نفسها! إضافة إلى البرادعي الذي صار يرأس حكومة مؤقنة في البلاد التي بدأت تموج بالاضطرابات، وسطس تنديد دولي واسع بالانقلاب ضد الديمقراطية.

بقي القول إنه جدير بالرئيس مرسي الثبات على موقفه، فهو رئيس منتخب، ولا بد أن يعود إلى منصبه، فالرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز سبق أن عاد إلى السلطة بعد انقلاب 2002. كما أن المولى يسّر لسيدنا يوسف عليه السلام من ينقذه من البئر التي ألقاه فيها إخوانه أنفسهم، والذين عادوا إلى أبيهم بدم كذب، بدعوى أن الذئب هو من أكل ولده يوسف.

إعلامي أردني مقيم في دولة قطر.
Al-qodah@hotmqail.com

رابط صورة كاتب المقال الشخصية:
http://store2.up-00.com/Sep12/JOc89873.jpg