تعيين مدير عام لدائرة الجمارك الأردنية

دائرة الجمارك من اعرق وأقدم دوائر الدولة وهي التي ترفد الموازنة العامة بثلث إيراداتها , وعلى الرغم من أن موظفي دائرة الجمارك لديهم مطالب وحقوق منقصوه وغير ملبَاه كان كل مدير عام يخدم ويغادر وهو يوعد ويُأمل الموظفين بان يحقق مطالبهم التي هي حق مكتسب لهم ولا توثر على الموازنة بل هي من حقوقهم في المساعي التي تستوفى بدل الدوام الإضافي في المراكز الحدودية وما تنجزه على مدار الساعة من خدمه أضف إلى ذلك جهودهم في مكافحة آفة التهريب ومحاربة الغش التجاري وقد انسجم كثير من الموظفين على توقيع مذكره في الأسابيع الماضية لرفعها لأصحاب القرار استجابة لمطالبهم بانتظار من سيتم تعيينه مديرا لدائرة الجمارك .


يشاركني كثير من زملائي موظفي الجمارك بان العمل في وظيفة الجمارك مهنه تحتاج إلى فن وعمل جاد ومرهق وعلى مدار الساعة وعندما تكون عامل في أي دائرة حكوميه يكون انتمائك إلى تلك الدائرة وهو انطلاق لانتمائك للوطن تثابر وتشتهد وتعطي كل ما لديك من مثابرة وعطاء لتلك الدائرة دون كلل أو ملل لا بل أن موظف الجمارك الجاد والمجتهد يدخل ويخرج من تلك الدائرة وهو يتعلم آليات العمل الجمركي ففي كل يوم وفي كل موقع له طبيعة عمل تختلف عن أي مركز أخر.


أن دائرة الجمارك ليست كأي دائرة من دوائر الدولة وهي من أوائل الدوائر التي أنشئت في عهد الاماره وهي من الدوائر الامنيه التي تعنى بالشأن الأمني والاقتصادي والاجتماعي ومحاربة آفة التهريب أضف إلى ذلك أن إدارة الجمارك يجب على من يتولى إدارتها أن يتمتع بمواصفات عاليه من الخبرة والإلمام بالفنيات الجمركية التي تؤهله للقيام بمتابعة أعمال الدائرة واتخاذ القرارات الصعبة في بعض الأوقات.

تعيين مدير عام للجمارك ليس سهل ولا يكون فقط بطلب التقدم لإشغال تلك الوظيفة لا بل أن تعيين مدير لتلك الدائرة له مواصفات لا تنطبق على أي شخص تريد تعينه في أي موقع أخر, سبق وان تم تعين مدراء لدائرة الجمارك من داخل الدائرة ومن خارجها إلا أن العمل الجمركي وقراراته هو ممارسه واطلاع وخبرة , في اتخاذ القرار في الأمور الفنية التي قد تعفي المعاملة الجمركية من آلاف الدنانير بالمقابل تورد للخزينة آلاف الدنانير.

تقدمت دائرة الجمارك في كثير من المجالات لا بل أن الجمارك الاردنيه من أفضل الدوائر الجمركية في العالم يلمسه كل من يراجع تلك الدائرة بسرعة الانجاز لمعاملتها, أن تعين مدير لدائرتي التي انتمي وافتخر بها أمرا ليس بالسهل وانسبها أن يكون من أبنائها العاملين والذين مارسوا وأعطوا وتحملوا كثير من المتاعب والصعاب ممن تقاعدوا أو على رأس عملهم هم أولى بان يقودوا دائرتهم بكل فخر وأمانه وإخلاص .



الكاتب : عقيد جمارك جلال مصطفى مصلح القضاة.
Jalalmustafa1962@gmail.com