جديد مكافحة المخدرات

جديد مكافحة المخدرات
فايز شبيكات الدعجه
بصريح العبارة كشف مدير الأمن العام للأردنيين وباختصار عن الحجم الحقيقي لمشكلة المخدرات ،وأعلن في لقائه الأخير بالصحفيين عن وجود ستة ملايين حبة مخدر، تكفي لتوزيعها على كل سكان المملكة ،ناسفا بذلك الحكاية الخبيثة القائلة إن الأردن ممر وليس مقر للمخدرات ،وأنهى مرحلة مزمنة من فرط التعتيم لإخفاء الحقيقة عن الناس، والتسبب في وصولها إلى مراحل زراعتها ، وتحضيرها ، وتخليقها وترويجها ،كمادة تؤدي إلى حالة من التعود أو الإدمان ،مسببة الضرر النفسي أو الجسماني للفرد والمجتمع.

انتشرت المخدرات في الجامعات ،وقد تكون جزء من أسباب العنف الذي اجتاحها وأدى إلى ارتكاب جرائم القتل بالجملة ، إضافة إلى دمار البيوت وهلاكها،وسيواجه الأمن الهام مشكلة كبيرة في إعادة الثقة بالأرقام ،والى جهودا مضاعفة لتخليص المجتمع من العقدة النفسية الناجمة عن (المقر والممر )،وإقناعه بصحة التصريحات وإحصائيات جرائم المخدرات ومصداقيتها ،بعد هذا العهد الطويل من التضليل والإصرار القبيح على أن كمية المخدرات المتداولة هي مجرد تسريبات بسيطة من الكميات العابرة بين شمال حدود البلاد وجنوبها .

الحجم الفعلي للمشكلة اكبر من ذلك بكثير ،استنادا لقاعدة (المخفي أعظم ) ،لان جرائم المخدرات تصنف ضمن الجرائم غير المبلغ عنها ،بمعنى أنها تقع في الخفاء ،ولا يوجد في الغالب طرف مشتكي أو مجني علية يكشف عن الجريمة فور وقوعها ،تماما كجريمة القمار، او جرائم الرذيلة التي تمارس بالرضي ،وتجار المخدرات ومروجوها فجرة ويعملون ليل نهار للفتك بالمجتمع ،لا يرحمون من بكى، ولا يرقون لمن اشتكى .

انكشف الغطاء عن الرقم الأسود إذن ...والمملكة ليست ممر للمخدرات كما كان يشاع ، وعاد علينا خطأ دمل الرأس في التراب ، ومديرية الأمن العام أعلنت على الملأ أنها عازمة على أجراء تغييرات جذرية في أساليب مكافحة الظاهرة ،وبدأت خطواتها الأولى بمكاشفة المجتمع الفريدة بالحقيقة ،إلى جانب القرارات التصحيحية الأساسية التي تم إجراؤها في إدارة مكافحة المخدرات والتزييف .

على جانب آخر، من المتوقع أن تجابه هذه الخطوات الإجرائية المباركة، بمقاومة من التجار والموزعين ،والمدافعين عنهم من المتنفذين وذوي الأصوات العالية ،خاصة في المناطق القبلية المعروفة وذات السمعة السيئة بهذا الشأن،يضاف إليهم المستفيدين من الأوضاع التي كانت قائمة وممن لا يناسب مصالحهم الوضع الجديد ،لكن التوجهات الجديدة التي ظهرت فعلا إلى حيز الوجود ستكون مدعومة شعبيا ورسميا ،وربما أخذت قيادة الجهاز ألضوء الأخضر من المرجعيات العليا لحسم المشكلة ،والمباشرة باتخاذ ما يلزم لملاحقة تجار المخدرات ووضع حد لشرورهم على المجتمع .