وقفة في محطات العمر

ليس سهلا على الكاتب ان يتصفح الشخصيات التي يمر معها في تجربة شخصية ولكن من السهل على الكاتب كانسان ان يتعاطى مع الظواهر الرائعة والمميزة لأشخاص لا بد من التوقف عند ملامحهم طويلا وطويلا جدا حيث الابداع الخلاق والتميز الفريد لأشخاص اثروا حياة مجتمعهم بالعلم والمعرفة وبالكلمة الصادقة المعبرة عن ضمير المواقف المستفزة لأخلاقنا وقيمنا وارثها الحضاري والفكري والانساني والشخصية التي اثارتني في اليومين الماضيين..
 
 هو الاستاذ الدكتور المهندس مخلد الفاعوري من ابناء مدينة السلط تساءلت كثيرا عن تلك الشخصية الوسيمة والأخاذة نعم تأسرك منذ اللحظة التي تلتقيها تسكنها روح وضمير وعقل متفتح على كل مناحي الحياة تفاجأ انه يعمل في قطاعات مختلفة وعلى راسها العمل الاكاديمي حيث عمل في عدة جامعات اردنية ويشهد له بالكفاءة والتميز والكثير من ابنائنا المهندسين يعرفون له قدرا ويفتخرون انهم تلقوا العلم على يديه فالجميع يشهد له بالصدق والنزاهة في العمل والاداء وقد اخبرني احد المهندسين الذين تخرجوا ونهلوا من مدرسة الدكتورالفاعوري بانه لا يعرف الضحك او المهاترة او التسويف فاذا دخل قاعة المحاضرات توقف الهمس والهرج والمرج ومنذ اللحظة الاولى يخاطب طلابه "ان من لا يملكون الرغبة والقدرة على الاستماع عليهم ان يغادروا القاعة ليتركوا زملائهم يستمعون ويفهمون ويتعلمون ليتركوا لنا فرصة أن نعلم ويتعلم الاخرون كي يبدعون ليجسدوا معاني الابداع والانجاز والتنافس والتميز للاستعداد والتأهب لولوج المرحلة القادمة من حياتهم كي نتطلع جميعا الى المشاركة الفاعلة في بناء الوطن بما يحقق النهضة المجتمعية المنشودة والتي تتواكب مع تطورات العصر لان التطور والتقدم والتحدث سنة من سنن الحياة حيث النجاح الحقيقي المنشود وهو القدرة على العطاء والتنافس لنكون محركات التغيير الاجتماعي الانساني بالجد والاجتهاد والمنافسة الشريفة" هذا على الصعيد العلمي والاكاديمي واما على الاصعدة والنشاطات الاخرى فحدث ولا حرج فهو كاتب سياسي مخضرم وان كان كثير الانقطاع عن قرائه فذلك لاسباب عمله ومشاغله الكثيرة وقد تنبا باحداث كثيرة وكانت لديه رؤية ثاقبة تجاة الكثير من القضايا الوطنية والقومية والعالمية وتفاجأ أكثر عندما تكتشف انه تاجر عقار مخضرم وصاحب مؤسسة عقارية ناجحة ذات رؤى مختلفة ومتعددة الاغراض خدم مجتمعه المحلي وله سمعة التاجر الصدوق وتاجر في اسواق عمان المالية بالاضافة الى اعبائه الاجتماعية في اصلاح ذات البين ومشاركة اسرته الاردنية افراحهم واتراحهم بحق انه رجل عام بامتياز وبكل المعاني والمقاييس وصاحب مزرعة يرفض الا ان يقلم اشجارة بيديه والعناية بها وسقايتها سألته بتعجب ومن اين تاتي بالوقت يا دكتور فأجاب علينا أن ندرك أن اليوم يوم والاسبوع اسبوع والشهر هو الشهر فعلينا ان ننجز في كل دقيقة فالاوطان لا تبنى الا بالمجدين ولكل مجتهد نصيب.