عسكر ... وديمقراطـــــية !

ما يحدث على الساحة المصرية هو مثار اهتمام الكثير من ابناء الشعوب العربية وكذلك الدول والحكومات وذلك لما لمصر كدولة وشعب وتاريخ من اهمية سياسية واستراتيجية وتاريخية بالنسبة للعرب .

هل هي ردة عن مبادىء الديمقراطية وحرية الشعوب العربية وحقها في ممارسة سيادتها على ارضها من خلال انتخاب حكومات شرعية وحقها في الارتقاء والتقدم باوطانها نحو مبدأ التداول السلمي للسلطة بعيداً عن اراقة الدماء وانتهاك حريات وحقوق المواطنين المدنية والسياسية ؟.

الذي يدعوا للعجب في البيان الذي صدر عن القيادة العليا للجيش المصري انه بدأ بتعطيل الدستور ثم ثنى بالدعوة لاحترام القانون ! وختم بان ما قامت به قيادة القوات المسلحة المصرية هو ما يمثل ارادة الشعب المصري مدعيا ان هذا ما تم التوصل اليه من خلال الرؤية الثاقبة للقوات المسلحة المصرية !

لا شك ان القوات المسلحة هي جزء وجزء هام ومحترم من الشعب وله تقديره لدى المصريين الا انها لا تمثل الشعب المصري بكافة تياراته واتجاهاته وهذا ينطبق ايضا على من حضر تلاوة البيان من ممثلين لجهات واطراف مختلفة لا يحق لها مجرد الادعاء بانها تمثل شعب مصر او ان شعب مصر قام بتفويضها او عقد لها راية سيادية باسم الشعب .

فاذا كانت الدولة المصرية كاطار قانوني ما زالت قائمة كدولة مدنية –غير عسكرية او بوليسية- وفي ظل غياب مجلس الشعب المنتخب انتخابا شرعيا تبقى الجهة الوحيدة التي تتمتع بشرعية شعبية منبثقة عن انتخابات حرة شهد لها الجميع وهي الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي والسؤال الذي يطرح نفسه : ماذا نستطيع ان نسمي ما حصل ؟ على الاغلب ... الاجابة الاقرب الى الصواب هي : الانقلاب .
النظام السياسي المصري هو نظام مختلط – جمهوي رئاسي – وما زاد الامور تعقيداً ان هذا النظام الذي خرج لتوه من ثورة وعدم استقرار ما زالت ترخي سدولها على مصر ... هذا النظام اريد له ان يمشي اعرجا على قدم واحدة في ظل غياب مجلس الشعب المنتخب عن الساحة السياسية وبالتالي اضحت الجهة الوحيدة المنتخبة من الشعب تقف بمواجهة سلطة قضائية مناوئة وذات فكر ليبرالي مخالف لبرنامج الرئاسة وقيادة عسكرية تظن انها بامتلاكها ناصية الجيش والقوة تمتلك تمثيل الشعب والنيابة عنه وجهاز اداري مترهل ويعج بفلول وانصار النظام السابق هذا بالاضافة الى التيارات السياسية الاخرى التي خسرت جولة الانتخابات الرئاسية ولسان حالها يقول انها غير واثقة او قادرة على الفوز بانتخابات اخرى مبكرة سواء على الصعيد الرئاسي او البرلماني .

اعتقدُ انه لا يجافي الصواب ..القول بان ما وقع في مصر العزيزة على قلوبنا هو ردةٌ عن الحرية والمدنية وارادة الشعب التي قامت من اجلها الثورة المصرية باتجاه دولة البوليس والعسكر تلك الدولة التي تطمع وتطمح للتحكم بمصائر الشعوب وثروات ومقدرات الاوطان ساحبة يدها من يد الشعب وواضعة ارادتها غير الشرعية فوق ارادة الشعب الشرعية .

نسأل الله ان يحمي مصر ونيل مصر وشعب مصر الثابت حول النيل وروافد النيل من الفتن ما ظهر منها وما بطن كما نسأله تعالى ان يحمي اردننا الغالي من الفاسدين والطامعين وان يحمي ويوفق قيادتنا الهاشمية لما فيه خير الوطن ... ونقول لاخوتنا شعب مصر العظيم :
يا نائح الطلحِِ اشباهٌ عوادينا ..... ناسى لواديك ام تشجى لوادينا .